2020-08-24

ما هو التقسيم الأفضل لطبق طفلي الصحي ؟

By Btol Hyari

اعداد اخصائية التغذية : بتول الحياري

الأطفال ، ممكن أن يكونوا ضحية الأهل و المجتمع بالعادات الغذائية السيئة ، و بفخ الاعلانات التجارية الساحرة لتناول الأطعمة الرديئة و غير الصحية ! لكن من سيبادر أولا بتعديل كل هذه المفاهيم و من سيساهم في غرس ثقافة الغذاء الصحي و تأثيره على العقل و اللياقة و الحياة ؟ بالطبع كل فرد فينا، و بالذات التنشئة الأبوية في المنزل ، فكل فرد في الأسرة مسؤول عن الثقافة الصحية و الغذاء السليم .

كل فرد في الأسرة يحتاج الى نفس “الأنواع” من العناصر الغذائية ، فبالنهاية نحن جميعا نتملك أجسادا بشرية تحتوي نفس المكونات من دم و عضلات و عظام و هرمونات و انزيمات و و و و.. الخ ، فبالتالي نحتاج جميعنا نفس العناصر الغذائية مثل الفيتامينات و المعادن و الكربوهيدرات و البروتين و الدهون ، لكن و بكل تأكيد “الكميات” و الاحتياجات ستختلف باختلاف العمر و الجنس و النشاط البدني و عوامل أخرى ، لكن الأساسيات ستكون واحدة للجميع .

لكن ما هي الخيارات الصحية في طعامنا لنا و لأطفالنا ؟ و كيف نقوم بتقسيم أطباقنا بحيث نضمن بتناول كميات تقديرية صحية و مغذية ؟

من هنا تم ايجاد The Healthy Eating Plate”  الذي قام باعداده و نشره  الخبراء في الطب و الصحة العامة في هارفرد ، ليوجه الأفراد للخيارات الأكثر صحة في المجموعات الغذائية على عكس  MyPlate  الصادر عن الـ USDA  الأمريكية الذي يعطيك الصورة بشكل عام بدون أي تفصيل او توجيه للخيارات الأكثر صحة . كما أن The Healthy Eating Plate هو مبني بشكل أساسي على أفضل المعلومات العلمية و لا يخضع لأي ضغوط سياسية او تجارية من مصنعي الأغذية حول العالم و هذا ما يكسبه شفافية و مصداقية أعلى .و تم اصدار نسخة منه خاصة بالأطفال لتوصيل المعلومات بالرسوم لتصل الفكرة بصريا بشكل أسهل و أسلس .

و هنا سأقوم بطرح المجموعات و تقسيمها بحسب هذا النظام : (الصورة مرفقة)

الحبوب الكاملة :

يحث هذا النظام المستهلكين على اختيار منتجات الحبوب الكاملة و غير المقشورة و الحد من استهلاك المنتجات المحسنة و المكررة و المقشورة و ذلك لأن منتجات الحبوب الكاملة أفضل للصحة و لا تقوم برفع الانسولين و السكر بالدم بشكل كبير و كما أن الاستهلاك الطويل الأمد للطحين الأبيض على سبيل المثال ممكن ان يؤدي الى صعوبة في ضبط الوزن و يزيد من احتمالية الاصابة بالسكري و أمراض القلب  ، و من هنا يلعب الأهل دورهم في تعويد الأطفال على استهلاك الخبز الأسمر بدلا عن الأبيض ، و استهلاك منتجات النخالة و القمح الكامل ، البرغل و الفريكة عوضا عن الرز الأبيض ،

  • تشكل الحبوب الكاملة ربع الطبق

البروتين الصحّي :

يشجع هذا النظام المستهلكين على تناول المصادر الصحية للبروتين مثل الأسماك و الدواجن و البقوليات و البيض و المكسرات التي تعتبر من مصادر البروتين الصحية و التي تحتوي أعلى قيمة غذائية ، كما تدعو الى الحد من اللحوم الحمراء و اللحوم المصنعة مثل المرتديلا و النقانق و السجق و اللانشون و غيرها ، حيث أن تناول كميات صغيرة من هذه الأطعمة بانتظام يزيد من خطورة الاصابة بأمراض القلب و السكري و سرطان القولون و السمنة .

  • يشكل البروتين الصحي ربع الطبق .

الخضار :

خضار أكثر = تنوع أكبر و فائدة أكثر . يعتبر هذا النظام من الأنظمة الداعمة بقوة لتناول الوفير من الخضار المتنوعة  على عكس نظام my plate  الأمريكي ، فبامكانك تناول الكثير من الخضار ، لكن و بالتأكيد هناك استثناءات مثل البطاطا و البطاطا المقلية ، لأنها تعتبر من مصادر النشويات التي تهضم بسرعة و تقوم برفع السكر و الانسولين بالدم  بشكل أسرع من غيرها .

الفواكة :

لوّن طبقك ! ينصح هذا النظام بتناول الفاكهة من الوان متنوعة و ذلك لتنوع القيمة الغذائية و اختلافها في كل نوع .

  • حيث تشكل الخضار و الفواكة نصف الطبق في هذا النظام

الزيوت الصحية :

يطرح هذا النظام خيارات من الزيوت الصحية للطهي مثل زيت الزيتون البكر ، و العديد من خيارات الدهون غير المشبعة مثل زيت الكانولا و الصويا و غيرها من الزيوت النباتية . كما ينصح باجتناب الزيوت المهدرجة و الدهون المتحولة التي تتواجد بكثرة في الأكل المصنع و الوجبات السريعة و الجاهزة ، للحد من تأثيرها السلبي و الخطير على صحة الانسان ، و تناول الدهون المشبعة “الصحية” لكن بكميات معتدلة .

  • تناول هذه الزيوت باعتدال

منتجات الحليب و الألبان :

يوجه هذا الطبق الصحي استهلاك منتجات الحليب و الألبان بنسب أقل من الأطعمة المكونة له لأن الحليب و الألبان و الأجبان ليست المصدر الحصري و الوحيد  للكالسيوم في الطعام .

لكن علينا الانتباه من اختيار الحليب و الالبان غير المنكهة أو المحلاة ، و بامكاننا تحضيره في المنزل باضافة قطع الفواكه اللذيذة .
و بحسب دراساتهم حتى لو كان الكالسيوم ومنتجات الألبان يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام وسرطان القولون ، فإن تناوله بكميات كبيرة على المدى الطويل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات وسرطان المبيض.  كما أن بعض منتجاتها قد تكون مرتفعة بالدهون المشبعة و التي تعد غنية بفيتامين A  (الريتنول) الذي يضعف العظام اذا وصل الى نسب مرتفعة في الجسم .

شرب الماء :

الماء هو الرفيق الصحي العزيز خالي السعرات و المليء بالحياة  الذي يجب ان يرافقنا في كل وجباتنا و في نشاطنا البدني اليومي ، الماء هو مكون أساسي في هذا النظام ، لكن و بكل تأكيد علينا الابتعاد عن المياه المحلاة و المنكهة بالنكهات الاصطناعية ، و استبدالها بالماء النقي الطبيعي و المنكه بقطع الخضار و الفواكه الطازجة .
كما أن اجتناب العصائر الجاهزة و المشروبات الغازية و المليئة بالسكر و السعرات الحرارية من الضرورات ، فبنهاية المطاف لن يجلب لنا الا الوزن الزائد و أمراض السكري و القلب و غيرها . لذلك ، كن ذكيا باختياراتك !

النشاط البدني :

أن نكون نشيطين بدنيا لا يقل أبدا عن أهمية اختيار نوعية طعامنا في المحافظة على صحتنا بشكل عام ! من المهم أن نحفز الأطفال باستبادال وقت الجلوس باللعب و النشاط ، حيث من المهم أن يمارس الأطفال النشاط البدني ساعة يوميا على الأقل ، و هذا لن يكلفنا شيئا ، فنشاط الأطفال لن يحتاج صالات رياضة فاخرة أو معدات خاصة ، فلعبة شد الحبل ، أو اللعب في الحديقة يفي بالغرض بكل تأكيد .

ملاحظات :

  • لا يحتوي هذا النظام الحلويات و السكريات و المشروبات المحلاة و حتى الوجبات الجاهزة و السريعة  للأطفال و لا يوظفها بداخل أطباقهم الصحية
  • دع الأولوية للحبوب الكاملة و طحين القمح ، عوضا عن الطحين الأبيض و المنتجات المكررة و المعدلة لأن نوعية النشويات و جودتها أهم بكثير من كميتها . الطعام العربي مليء بالخيارات الصحية ، البرغل ، الفريكة ، القمح ، و هناك خيارات أخرى كالكينوا ، الرز البني .
  • تناول حبات الفاكهة الكاملة أفضل بكثير من شربها على شكل عصائر .

و في النهاية : أعرض لكم احتياجات الأطفال من السعرات الحرارية في هذا الجدول :

المراجع :

https://www.healthychildren.org/English/healthy-living/nutrition/Pages/Childhood-Nutrition.aspx?fbclid=IwAR06Tup-9Ef5-E1HVLMKlQPyX8HsVFHkplGZ3tkSNMRsF7QuR_k9QznNs6g