أخصائية التغذية: هناء نزال.

من منّا من لم يسمع بالصمغ العربي؟! ولكن هل تعلمون ما استخداماته وما تأثيره على صحة الإنسان؟! الصمغ العربي (الاسم العلمي: Sengalia Senegal)، هو عصير شجرة السنغال، وهو مركب متعدد السكريات ويتكون من 95% من الألياف القابلة للذوبان في الماء الساخن حيث يكوِّن خيوط لزجة، إما أن يكون بدون لون أو يكون بنيِّ اللون، لا رائحة له وطعمه حامض خفيف، ويعدّ السودان المُصدِّر الأكبر عالميّاً للصمغ العربيّ.

استخدامات الصمغ العربي

للصمغ العربي استخدامات لا تعدُّ ولا تحصى، حيث يستخدم في المقام الأول في الصناعات الغذائية بما في ذلك صناعة الكولا ومنتجات الصودا الأخرى، وصناعة الحلويات وغيرها. أما في الصناعات الصيدلانية فيستخدم في تحضير الحبوب والحبيبات وفي الأشكال الصيدلانية الفمويّة وكمحلّي للدواء، ويستخدم كمحلل اصطفاء في حالات الفشل الكلوي.

كما يستخدم الصمغ العربي في صناعة مستحضرات التجميل، وفي إنتاج الطلاء والغِراء، وفي صناعة الحبر والألوان وفي خلط الألوان ومزجها.

ويدخل في الصناعات النّسيجيّة، وفي مغلفات الأوراق وكمادة لاصقة في الطوابع البريديّة، وفي ملمِّعات الأحذية.

التأثير على صحة الإنسان

على الرغم من أن هناك حالات فرط تحسّس للصمغ العربي من خلال استنشاقه أو تناوله، إلا أنَّه مادة غير سامّة. كما أن منظمة الصحة العالمية لم تحدد المقدار اليومي المسموح به كمادة مضافة للأغذية واعتبرته من الألياف الغذائية الآمنة.

يُوصَى باستعمال القفازات والكمامة الواقية من الغبار المتناثر وحماية العيون عند التعامل معه، فقد يسبب تهيّج في العين والجلد وقد يؤذي الجهاز التنفسي إذا ما تم استنشاقه.

أما تأثيره الإيجابي فتعمل الألياف الطبيعية المخمّرة من الصمغ العربي على تحسين امتصاص المعادن وخاصّة الكالسيوم وتساعد على الحفاظ على توازن صحّي للبكتيريا في الجهاز الهضمي. كما يُعتبر الصمغ العربي مكمّل علاجي مفيد في حالات الفشل الكلوي المزمن، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وصحة الأسنان. وقد أكدت إحدى الدراسات أن الاستهلاك طويل الأمد للصمغ العربي ليس له أي آثار جانبية فحسب ، بل يحمي أيضًا الأعضاء من التلف الناتج عن التفاعلات العكسية للأدوية والعواقب من بعض الأمراض.

تأثيره على نسبة الدهون في الجسم

تنتشر بين الناس الكثير من الأقاويل التي تدَّعي بأن تناول الصمغ العربي يعمل على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم، ويقوم البعض بوصفه للمرضى الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول، فما صحة ذلك؟!

أُجريت دراسة في السودان على مجموعتين من مرضى ارتفاع نسبة الدهون في الدّم لمدة شهر، ثم تمّ تقييم مستويات الدهون في الدّم لديهم، على الرغم من عدم وجود فرق كبير في مستويات ال HDL إلا أنّه في المقابل كان هناك انخفاض كبير في الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية وLDL.

إنّ ما يحدث في أجسامنا كالآتي: يحتاج الكبد إلى الكوليسترول لتكوين العصارة الصفراويّة التي يقوم بإفرازها في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة؛ إذ تعمل على إذابة الدهون لتجعلها قابلة للامتصاص، وهُنا يأتي دور الألياف الغذائية بما في ذلك الصمغ العربي حيث تقوم بربط هذه الأحماض الصفراوية، وبذلك تمنعها من إذابة الدهون وبالتالي تمنع امتصاص الدهون إلى أن تصل إلى الأمعاء الغليظة حيث تُطلق الأحماض الصفراويّة المحتبسة ثم تؤدي درجة الحموضة هناك إلى جعل الدهون غير قابلة للذوبان مما يعزّز من إفرازها في البراز، وبهذه العمليّة يقل تجمع الدهون في الجسم. وبذلك على المدى الطويل من هذه العملية سينخفض مستوى الكوليسترول في الدّم بسبب استهلاك الكبد له.

هناك العديد من الدراسات التي تدعم مساهمة الصمغ العربي في خفض نسبة الدهون في الجسم، ولكن لا توجد دراسات علميّة تدعم تأثير الصمغ العربي المباشر على نسبة الكوليسترول في الدم.

أما رأيي الشخصي كأخصائية تغذية وبعد البحث والتدقيق، فإني أعتقد أن للصمغ العربي دور في خفض مستوى الكوليسترول في الدم على المدى البعيد من تناوله، ولربما لم نجد دراسة تثبت ذلك بسبب قصر المدة الزمنية التي قامت عليها معظم الدراسات العلميّة والأبحاث، وطالما أنّه يعتبر من الألياف الغذائية الآمنة فلا بأس من تناوله باعتدال.

المراجع

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3570285/

https://www.cmaconweb.org/article.asp?issn=2589-9627;year=2018;volume=1;issue=2;spage=88;epage=96;aulast=Dashtdar;type=0

https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fphys.2015.00160/full