مقاومة الجوع في الشتاء-Why we are eating more in winter?
مقاومة الجوع في الشتاء-Why we are eating more in winter? بقلم اخصائية التغذية رهف السلامين. مقاومة الجوع في الشتاء أمر يشكل هاجسًا مخيفًا في أذهاننا، في ظل البرد القارص الذي نمر به في هذه الأيام. فما إن تبدأ الرياح بالعصف، والغيث بالهطل،تبدأ معها أصوات المعدة بالصفير،وتزداد رغباتنا في تناول المزيد من الطعام. فهل لهذا الجوع تفسير علمي؟ وما أسبابه؟ وكيف نتغلب على الجوع في الشتاء ؟.
لماذا يزيد الجوع في الشتاء ؟
إن انخفاض درجات الحرارة بسبب الطقس البارد؛ يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة جسم الانسان. فيدفعنا لا شعوريًا لطلب ما يمدنا بالدفء من طعام أو شراب. و لكن تكمن المشكلة في أن معظم الأطعمة الباعثة للدفء تتمحور حول السكريات و النشويات و الدهون. الزيادة المفرطة في تناولها يقودنا نحو زيادة الوزن و السمنة، نهايةً بعدم القدرة على مقاومة الجوع في الشتاء.
لا شك أن الجوع المستمر في الشتاء له تفسير علمي يوضح لنا أسبابه. اذ يبحث الانسان عن أطعمة تشعره بالدفء بسرعة عند انخفاض درجة حرارة جسمه في الشتاء. فتناول السكريات و بشكل مفرط يمدنا بالطاقة ،و يرفع سكر الدم بصورة سريعةنسبيًا . مما يؤدي إلى انخفاضه بسرعة أيضًا ،وبالتالي الشعور بالجوع خلال فترات زمنية قصيرة. مع توالي الارتفاع و الانخفاض في مستوى السكر بالدم ،والجوع المستمر يزداد تناول الغذاء استجابة لطلبات الجسم،وصولًا إلى زيادة الوزن.
كيف يمكننا مقاومة الجوع في الشتاء؟
أولًا احتساء المشربات الساخنة كالشاي و الزهورات و غيرها من الأعشاب ،مع مراعاة التقليل من السكر المضاف.
ثانيًا إضافة البروتين دومًا بجانب الكربوهيدرات بدلًا من السكريات لوحدها؛مما يمدنا بالطاقة و الشعور بالدفء دون ارتفاع سكر الدم بشكل سريع.
ثالثًا استبدل الكربوهيدرات المسببة بارتفاع سكر الدم بسرعة (High Glycemic Index )، بالكربوهيدرات المتدرجة في رفع سكر الدم (Low Glycemic Index ) كالشوفان،والشعير،والأرز البني .
للمزيد عن وصفات صحية شتوية
تأثير كآبة الشتاء على سلوكنا الغذائي
يعاني الكثير من الأشخاص من كآبة الشتاء ؛وذلك بسبب قصر طول النهار، وغياب أشعة الشمس. مما يدفعنا إلى قضاء معظم الوقت في المنزل والأماكن المغلقة ؛خوفًا من نزلات البرد وغيرها عند الخروج في الطقس البارد. فينجم عن هذا كله نقص فيتامين د ،وقلة النشاط البدني التي بدورها تقلل من معدلات هرمون السعادة السيروتونين في الجسم.
يحول نقص فيتامين د و هرمون السيروتونين دون مقاومة الجوع في الشتاء. إذ يبدأ الجسم بتناول المزيد من السكريات و بشكل مفرط ؛بحثًا عن الحمض الأميني التربتوفان الذي يقوم الجسم بتحويله الى مادة السيروتونين لرفع مستوياته في الدم ،محاولًا الخروج من الاكتئاب.
تعويض نقص السيروتونين بشكل صحي
أولًا التركيز على مصادر التربتوفان المساهم في انتاج السيروتونين كاللحوم،و الخضراوات الورقية ،و البروكلي. والاكتفاء بها عوضًا عن الشوكلاتة و الكريمة و غيرها كمصدر للسعادة.
ثانيًا زيادة النشاط البدني قدر المستطاع؛ إذ أن معدلات هرمونات السعادة في الجسم تتناسب طرديًا مع النشاط البدني.
الخلط بين شعور الجفاف و شعور الجوع
بدايةً يستمر إفراز جسم الانسان بالعرق حتى في فصل الشتاء ،نتيجةً لارتداء الملابس الثقيلة، والجلوس حول وسائل التدفئة المختلفة. إلا أنه قد يكون بصورة غير واضحة مثل فصل الصيف ؛بسبب الهواء البارد الذي يجفف البشرة. مما يدعو الناس إلى التقليل من شرب الماء و هو أمر خاطئ بالطبع. فتزداد مشكلة الجفاف سوءًا ،و يزداد الشعور بالعطش و الحاجة للماء ،و أخيرًا يتم الخلط بين شعوري الجوع و العطش لتعويض الجفاف.
على خلاف ما يعتقده الكثير من الناس، فإن شرب الماء ضروري جدًا في فصل الشتاء. ولا يساهم في خفض درجة حرارة الانسان عن الحد الطبيعي. فالماء مهم لاستمرار عمليات الأيض في الجسم ،و الحد من الجفاف ،وبالتالي قدرتنا على التميز بين شعور الجوع و العطش ،دون الافراط في تناول الأطعمة .
و للمزيد عن فوائد شرب الماء خاصة في الفخار .
المراجع العلمية
- أولًا مقال بعنوان Winter Munchies: Do We Eat More In Colder Months?.من موقع NPR https://www.npr.org/2011/12/19/143938954/winter-munchies-do-we-eat-more-in-colder-months
- ثانيًا مقال بعنوان Hungry Again? Control Your Winter Appetite. من موقع Appetite for Knowledge