تعتبر الطحالب من أكثر المواد أمنًا في الاستخدام العضوي كغذاء أو دواء. فالطحالب بشكل عام كائنات ذات تكوين حيوي بسيط وغير معقد تتغذى على المواد الأولية المتواجدة في الطبيعة.
لذلك تعتبر الطحالب أحد المصادر الغنية بالغذاء للإنسان، وتدخل في صناعة الكثير من الأطباق في كثير من المطاعم المشهورة، كذلك تُستخدم في تركيب العديد من الأدوية والأعلاف الحيوانية، هذا غير أنها هي في ذاتها غذاء للكائنات البحرية ومصدر غني للغاية بالنيتروجين.

ماهي السبيرولينا:-

السبيرولينا  spirulina هي نوع من أنواع الطحالب لونها أخضر مائل للزرقة، وتنمو في المحيطات والبحيرات المالحة في المناخات شبه الاستوائية, تم اكتشافها عام 1962 من قبل طبيب فرنسي, و تحمل فوائد صحية مذهلة.

يتم تناول سبيرولينا كمكمّل غذائي، وهي مدرجة في منظمة الاغذية الامريكية FDA على أنها من المكملات الغذائية الآمنة، وهي متوفّرة على شكل كبسولات او اقراص أو مسحوق سبيرولينا.

ونظرا لفوائدها القيمة فقد تم إضافتها في بعض الأطعمة والمشروبات مثل البروتين بار (ألواح الطاقة)، حيث تحتوي السبيرولينا على نسبة 60٪ من البروتين مما يجعلها مصدر غني بالبروتين مقارنه بالعديد من الأغذية الآخرى.

وتتميز سبيرولينا بأنها مصدر غني بالفيتامينات والمعادن دون آثار جانبية ملحوظة, وهو ما قد يساعد في الحفاظ على تغذية جيدة ونظام غذائي متوازن، حيث يحتوي كل 7 جم من السبيرولينا المجففة (ملعقة كبيرة) على:

بروتين:4غ, حديد: 2مغ ,كربوهيدرات: 1.6 غ, كالسيوم: 8 مغ, فوسفور: 8 مغ, صوديوم: 73 مغ  مغنيسيوم: 14 مغ , كما أنها تحتوي على فيتامين C، وفيتامين K، وفيتامين A، وفيتامين B6، والنياسين، والفوليك، هذا بالإضافة إلى انها تحتوي على سعرات حرارية قليلة حوالي 20 سعرة حرارية فقط لكل ملعقة طعام أو ما يعادل 7غرامات من مسحوق السبيرولينا.

فوائد السبيرولينا:

  • مضادة للأكسدة والالتهابات:

تحتوي السبيرولينا على العديد من المكونات النشطة، لا سيما فيكوسيانين وبيتا كاروتين التي لها نشاط قوي مضادة للأكسدة ومضاد للالتهابات ولاحتوائها أيضا على العديد من الفيتامينات التي تلعب دور مهم كمضادات للاكسدة مثل فيتامين C.

وتم إجراء أكثر من دراسة على أشخاص من مختلف الأعمار من الإناث والذكور من خلال تناول مكملات السبيرولينا لفترات مختلفة وبجرعات متفاوته لكل مجموعة، تبين بشكل واضح تأثير السبيرولينا كمضاد للأكسدة من خلال تثبيط انزيمات الأكسدة, ولوحظ أيضا أثرها الوقائي على إجهاد العضلات بشكل رئيسي من خلال نشاطها المضاد للأكسدة.

  • مضادة للأورام السرطانية:

أثبتت كثير من الأبحاث العلمية والدراسات أن الخصائص المضادة للأكسدة والمناعة مجتمعة معا للسبيرولينا لها تأثير على تدمير الاورام وبالتالي تلعب دورًا في الوقاية من السرطان. ووجدت الدراسات أن الصبغة ذات اللون الاخضر المزرق الموجودة في السبيرولينا تلعب دورا مهما في الحد من انتشار بعض الاورام السرطانية خاصة في منطقة الفم عند استعمالها بشكل موضعي.

وفي دراسة أجريت في ماليزيا على سرطانات الأطفال عن طريق معهد الطب البديل أظهرت الدراسة انخفاضا في عدد الكتل السرطانية وحجمها وذلك بعد تناول السبيرولينا, ويرجع ذلك الى احتواء الإسبيرولينا على إنزيمات فريدة ونادرة تسمى  polysaccharides, Phycocyanin تعمل على تحسين انزيم Endonuclease المسؤول عن اصلاح الانقسام الغير منتظم للخلايا وهو بداية انتشار الخلايا السرطانية.

  • تعزيز المناعة ومضادة للفيروسات:-

فوائد السبيرولينا في بناء المناعة وتحسين مقاومة الالتهابات الفيروسية مثبتة بشكل واقعي منذ زمن, حيث أظهرت نتائج الدراسات التي قام بها الأطباء الباحثون أن الإسبيرولينا تحتوى على أربع مواد طبيعية ملونة أساسية هي: الكلوروفيل والبيتاكاروتين وزاثوفيل وفايكوساينين Phycocyanin تُحفز نظام المناعة بدرجة كبيرة، ولوحظ انخفاض في نزلات البرد والإنفلونزا عند استخدام سبيرولينا.

وأظهرت الدراسات أن تناول السبيرولينا يحفز إنتاج الأجسام المضادة والسيتوكينات المضادة للإلتهابات. وقد ثبت أيضًا أن السبيرولينا تنشط الخلايا التائية والبائية وهي المكون الرئيسي لجهاز المناعة، كما أنها تحافظ على صحة ووظيفة الغشاء المبطن للأمعاء الدقيقة والذي يعتبر خط الدفاع الاول ضد اختراق الجراثيم لجدار الامعاء.

وفي عام 1996وجد الباحثون في اليابان مركب sulfate polysaccharide  الموجود في سبيرولينا يلعب نشاط واضح كعامل مضاد للفيروسات، أطلقوا على هذا المركب اسم “كالسيوم سبيرولان”، ونشر هؤلاء الباحثون دراستين في التسعينيات لإثبات أن الكالسيوم سبيرولانيس فعال ضد مجموعة متنوعة من الفيروسات، ووجدو أنه يمنع تكاثر الكثير من الفيروسات مثل الهربس البسيط من النوع الأول والحصبة والنكاف والأنفلونزا والايدز.

وتشير بعض الدراسات إلى أن السبيرولينا قد تدعم جهاز المناعة من خلال دورها في تغطية النقص الغذائي.

  • الحفاظ على صحة القلب وخفض نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم:

تحتوي الإسبيرولينا على كمية عالية من حمض لينوليك، أحد الأحماض الدهنية الذي يساعد على خفض مستويات الكوليسترول ويقلل في نفس الوقت من خطر ارتفاع ضغط الدم, فقد أثبتت دراسة أجريت في الهند على 32 شخص تتراوح اعمارهم بين (2-12 عام) ممن يعانون من المتلازمة الكلوية, والتي تؤدي الى تكوين الدهون الثلاثية وارتفاع تلقائي في نسبة الكوليسترول, أدى تناول سبيرولينا لمدة 4 أو 8 أسابيع إلى انخفاض كبير في إجمالي الكوليسترول بنسبة 65% بينما شهدت نسبة الدهون الثلاثية انخفاضًا بنسبة 200٪ تقريبًا  بالاضافة الى انخفاض ضغط الدم.

وفي دراسة نشرت عام ٢٠٠٠ في مجلة المكملات الغذائية والأغذية الوظيفية والطبية حول التأثير طويل الأمد لمكملات السبيرولينا على مستوى الدهون في الدم على 15 مريضًا مصابًا بالسكري تم إعطاؤهم سبيرولينا وجدوا انخفاض ملحوظ في نسبة الكوليسترول الضار.

من هنا يتبين أهمية السبيرولينا في تقليل امتصاص الجسم للكوليسترول، وخفض مستويات الكوليسترول في الدم، يساعد ذلك في الحفاظ على الشرايين نظيفة، مما يقلل من الضغط الواقع على القلب والذي يمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب والجلطات المسببة للسكتة الدماغية، وتقلل أيضًا من مستويات الدهون الثلاثية.

بالإضافة إلى أن تناول السبيرولينا  يزيد من إنتاج أكسيد النيتريك في الجسم ، مما يساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء وتجنب الاصابة بضغظ الدم.  

  • مضادة للحساسية:-

في دراسة حديثة، تم تغذية الأفراد المصابين بالتهاب الأنف التحسسي يوميًا بمكمل سبيرولينا لمدة 12 أسبوعًا تم قياس الانترلوكين المسؤول عن تحفيز الحساسية. أظهرت الدراسة أن جرعة عالية من سبيرولينا قللت بشكل كبير من مستويات الإنترلوكين  بنسبة 32٪ ، مما يدل على التأثيرات الوقائية لهذه الطحالب الدقيقة تجاه التهاب الأنف التحسسي.

قد يساعد التأثير المضاد للالتهابات الناجم عن مضادات الأكسدة السبيرولينا الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الناتجة عن حبوب اللقاح وشعر الحيوانات والغبار. وجدت إحدى الدراسات أن أعراضًا مثل الاحتقان والعطس والحكة قد انخفضت بشكل ملحوظ لدى المشاركين، مما يشير إلى أن السبيرولينا قد تكون بديلاً جيدًا لأدوية الحساسية.

  • تنظيم داء السكري:

نظرًا لأن السبيرولينا قد ارتبطت بخصائص تنظيم الكوليسترول ومضادات الأكسدة والمناعة، يبدو أنها مفيدة لمرضى السكري كغذاء وظيفي. تساعد السبيرولينا في الحفاظ على التوازن الغذائي في مثل هذه الحالات المزمنة, وبما أن السبيرولينا لها تأثيرات على خفض نسبة الدهون في الدم والتي لها تأثير إيجابي على كل من الأشخاص الأصحاء وكذلك مرضى القلب.

ونظرًا لأن ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول والتأكسد والإجهاد الداخلي تعتبر من العوامل المساهمة في الإصابة بمرض السكري، فإن السبيرولينا لها دور كبير كغذاء وظيفي لتنظيم مرض السكري من النوع الثاني.

  • مكمل غذائي ذو قيمة عالية:-
  1. المصابين بالأنيميا (فقر الدم): تعتبر الإسبيرولينا مصدرًا غذائيًا مثاليًا لهؤلاء الذين يعانون من فقر الدم حيث أنها غنية بالمواد الغذائية الاساسية والمواد المعدنية خاصة الحديد والتي تزيد من قوة الدم وتحفز على تصنيع خلايا دم جديدة.
  2. مفيدة لنمو الرضع والأطفال والمراهقين: حيث أنها غنية جدا بالبروتينات وفيتامين ب المركب والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم.
  3. مفيدة للأمهات الحوامل والمرضعات: تحتاج الأمهات خلال فترة الحمل وإدرار الحليب نسبة أكبر من المواد المغذية حتى يستطعن توفير الغذاء الكافي لأطفالهن الرضع، حيث يفيد فيتامين ب المركب والموجود على سبيل المثال في حامض الفوليك في تنمية مخ الجنين، بينما يسهم الكالسيوم والحديد والمغنسيوم في تعويض المواد الغذائية المفقودة أثناء فترة الأمومة.
  4.  مفيد للرياضيين: لأنهم يحتاجون إلى مواد بروتينية إضافية لزيادة قوتهم ولتحسين مستوى أدائهم وتعتبر الإسبيرولينا من المواد الغنية بالبروتين.

ماهي الجرعة الموصى فيها للسبيرولينا :

لا توجد جرعة قياسية. سبيرولينا هي مكمل دون وصفة طبية، مما يعني أن الشركات المصنعة تحدد الجرعة المدرجة على الملصقات، عادة ما تكون هذه الجرعة حوالي من 1 إلى 8 جرام في اليوم ،حيث كانت تجارب العلماء والباحثين على جرعات تتراوح بين 1.5غ الى 8 غرامات كحد اقصى.

طريقة تناول السبيرولينا :

تتوفر على شكل أقراص أو كبسولات أو مسحوق يتم وضعه مع عصير طبيعي أو مع سلطة الخضار أو سلطة الفواكه.

محاذير تناول السبيرولينا:

على الأشخاص المصابين بمرض الفينيل كيتونيوريا استشارة الطبيب قبل تناول السبيرولينا، لاحتوائها على مركب فينيل ألانين phenylalanine والذي ينبغي للمصابين بمرض phenylketonuria  تجنبه حيث يتسبب لهم بتلف في الدماغ.

يحذّر الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية، مثل الحمى الذؤابية أو التصلب اللويحي المتعدد أو التهاب المفاصل الروماتيدي، وذلك لأنها يمكن أن تحفز نظام المناعة.

 يحذّر الأشخاص الذين يعانون من الحساسية لليود لاحتواءها على اليود.

المراجع

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2907180/

https://www.researchgate.net/publication/232703137_The_beneficial_effects_of_Spirulina_focusing_on_its_immunomodulatory_and_antioxidant_properties

https://www.webmd.com/diet/spirulina-health-benefits#3

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3136577/#B19

https://www.researchgate.net/publication/257276871_Potential_health_benefits_of_spirulina_microalgae

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/12487756/

.