حساسية الغذاء

By Hanaa Nazzal

اعداد أخصائية التغذية: هناء نزال

الكثير منا ربما التقى من قبل بأشخاص يعانون من حساسية اتجاه نوع من الطعام أو أكثر، بل وحتى إن معظم المدارس والحضانات حالياً تهتم بسؤال الآباء إن كان لدى أطفالهم أي أنواع من حساسيات الطعام، كما أن جميع ملصقات الأغذية المعلبة باتت تحوي دليلاً لما يحتويه المنتج من مواد غذائية ممكن أن تتسبب في حدوث الحساسية، لما لهذه الحساسية من خطورة قد تودي بحياة البعض أحياناً. ومن الأطعمة الأكثر انتشاراً بين المصابين والتي تسبب الحساسية : الحليب، البيض، الأسماك، المحار، الفول السوداني والجوز والقمح وفول الصويا والسمسم. يتخلص بعض الأطفال من الحساسية تجاه الطعام كلما تقدموا في السن.

غالبًا ما يكون لدى الناس ردة فعل مزعجة تجاه شيء يأكلونه ويعتقدون أنهم يعانون من حساسية الطعام، ولكن قد يكون هذا فقط رد فعل على عدم قدرة الجسم على تحمل الطعام، بالرغم من أن عدم تحمل الطعام مزعج، ولكنه حالة أقل خطورة ولا يرتبط بالجهاز المناعي. فما هو الفرق بين حساسية الغذاء وبين قدرة الجسم على تحمل الغذاء؟

حساسية الطعام

وهي ردة فعل الجهاز المناعي في الجسم عند تناول نوع من الطعام بإنتاج الأجسام المضادة من النوع الأول IgE ثم تحفيز إفراز الهيستامين بواسطة الأجسام المضادة IgE، وتحدث في غضون دقائق وحتى اقل من ٣٠ دقيقة، وتستمر أعراض صدمة فرط الحساسية لمدة يوم واحد على الأكثر، وقد تكون تلك الأعراض مهددة للحياة!

الأعراض

١- ارتفاع ضغط الدم

٢- اضطرابات الجهاز الهضمي، وتشمل: الإسهال، تهيج الأمعاء، آلام المعدة، الغثيان وربما القيء.

٣- الدُوار

٤- الصداع

٥- التهاب الغشاء المخاطي

٦-اضطرابات جلدية

حساسية الطعام المتأخرة

وفيها ينتج الجهاز المناعي الأجسام المضادة من النوع الثالث IgG عند تناول نوع من الطعام فيعمل على تحفيز العناصر المحفزة للالتهاب، وتكون ردة الفعل خلال الفترة من ٣ ساعات إلى ٣ أيام بعد تناول المادة الغذائية المسببة لذلك، وقد تستمر الأعراض لمدة تصل حتى ٣٠ يوم، وهنا تكون الأعراض مزمنة، ومن هذه الأعراض:

١- انخفاض ضغط الدم

٢- اضطرابات في الجهاز الهضمي، وتشمل: امتلاء البطن، المغص والاسهال أو الإمساك، الانتفاخ، الغثيان، الارتجاج، آلام المعدة والقيء.

٣- التوتر والاكتئاب.

٤- اضطرابات في التمثيل الغذائي، وتشمل: مقاومة الانسولين، متلازمة سوء الامتصاص، زيادة الوزن.

٥- داء كرون

٦- الدوار

٧- الإرهاق المزمن والضعف العام ، وخاصة بعد تناول الطعام بساعتين.

٨- الصداع النصفي.

٩- آلام في المفاصل والعضلات.

١٠- التهاب الغشاء المخاطي المزمن.

١١- اضطرابات جلدية: مثل الحكة والاحمرار والصدفية.

عدم القدرة على تحمل الطعام

وهنا المسؤول هو الجهاز الهضمي، من خلال حدوث إما سوء امتصاص أو نقص أو خلل وظيفي للأنزيمات، كما تتمثل أعراض عدم القدرة على تحمل الطعام في الغازات والانتفاخات، وحدوث الاسهال أو الامساك والغثيان، ومن الأمثلة على عدم قدرة الجسم على تحمل الطعام:

١- عدم قدرة الجسم على تحمل اللاكتوز والموجود في الحليب والألبان.

٢- عدم قدرة الجسم على تحمل الهيستامين نتيجة لنقص الأنزيم أو انخفاض كفائته.

٣- سوء امتصاص الفركتوز.

٤- عدم قدرة الجسم على تحمل الألوان الصناعية والمُضافات الغذائية مثل مادة الكبريتيت المستخدمة للحفاظ على الفواكه المجففة والمعلبات والتي يمكن أن تؤدي إلى نوبة قوية من العطاس المستمر لدى بعض الناس.

التشخيص والعلاج

يعتمد التشخيص على نوع الحساسية، وما اذا كانت حساسية أم عدم قدرة على التحمل، حيث يتم تشخيص حساسية الطعام من خلال العديد من الاختبارات السريرية مثل اختبار الجلد وفحص الدم، و نظام الاستبعاد الغذائي، بالإضافة إلى الابتعاد أنواع معينة من الطعام، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود تاريخ عائلي لأمراض الحساسية.

أما العلاج فيكون بتجنب تفاعل الحساسية عن طريق تجنب الطعام الذي يسبب العلامات والأعراض. مع ذلك قد تتناول الطعام الذي يسبب ردة فعل عن طريق الخطأ.. وهنا اذا كان:

رد فعل تحسسي بسيط، فقد تساعد مضادات الهيستامين في تقليل الأعراض.

وأما في حال رد الفعل التحسسي الشديد، فلا يمكن أن تُعالج مضادات الهيستامين رد الفعل التحسسي الشديد، وإنما تحتاج إلى حقن الإبينفرين الطارئة والذهاب إلى الطوارئ. قد يحمل العديد من الأشخاص المصابين بالحساسية هذه الحقن في حال كانت ردة الفعل التحسسية شديدة.