صحة الجهاز الهضمي تبدأ من بكتيريا الفم -Oral Microbiome
صحة الجهاز الهضمي تبدأ من بكتيريا الفم-Oral Microbiome التوازن البكتيري إعداد د.نور الهدى عويص طبيبة أسنان وتغذية أطفال .
تدقيق: أخصائية التغذية ايمان كسبي
هل تعلم كم عدد البكتيريا في جسم الإنسان؟ الجواب قد يفاجئك.
هناك تريليونات من الكائنات الحية في جسم الإنسان ، والتي تشكل ما يسمى بالميكروبيوم البشري ، بما في ذلك البكتيريا الموجودة في الأمعاء الدقيقة ، وبكتيريا الأسنان في الفم .
لكن ما سبب أهمية الميكروبيوم البشري؟ حسنًا ، الميكروبيوم البشري ضروري لصحة الإنسان ككل .
وفي مقال اليوم سنتحدث عن بكتيريا الفم تحديداً.
فإذاً ما هي أهمية بكتيريا الفم ؟
في تجويف الفم يوجد مجموعة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة المعروفة باسم الميكروبيوم الفموي, ويوجد أكثر من 700 نوع من أنواع البكتيريا المختلفة. اللعاب يحتوي على 108 إلى 109 بكتيريا لكل مليلتر, كما يُعد الفم ثاني أكثر المناطق الحيوية تنوعًا في الجسم ( وذلك لأن الفم: الدافئ ، الرطب ، المليء بشكل مستمر بالطعام يجعله بيئة مثالية ونموذجية لنمو البكتيريا)
أين تختبئ كل هذه البكتيريا؟
تنتشر بكتيريا الفم فوق الأسنان وعلى المنطقة المحيطة بأسطح الأسنان (مكونة طبقة البلاك السني) وعلى اللسان والحنك الصلب و فوق وتحت اللثة وعلى الخد واللوزتين وببعضها يفضل الاختباء في تجاويف الأسنان.
قد تكون معرفة أن فمك موطنًا لمئات الأنواع المختلفة من البكتيريا فكرة غير جذابة. أليست البكتيريا ضارة بالصحة؟ الحقيقة هي أن البكتيريا ليست كلها “ضارة” وليست كل البكتيريا “جيدة”. في حين أن بعض البكتيريا يمكن أن تكون ضارة ، فإن معظم البكتيريا الموجودة في الميكروبيوم غير ضارة – بل على العكس تماماً فهي جيدة وقد تساعد في عملية هضم الطعام وفي منع استعمار البكتيريا المسببة للأمراض المحتملة, كما أنها تساهم في نضج الاستجابة المناعية!
ولكن..
عندما يتعلق الأمر ببكتيريا الفم فإن كلا النوعين :البكتيريا السيئة والجيدة ستكون موجودة باستمرار ، حتى في الأفواه السليمة. ولكن , بتوازن دقيق جداّ بين نوعيّها فهي تتنافس تنافساً ضاريّاً على موارد الفم المحدودة..
حسناّ ,,
لماذا يعد الحفاظ على صحة بكتيريا الفم أمرًا مهمًا؟
1_ لأن بكتيريا الفم لها دور في صحة الجهاز الهضمي ككل:
وذلك لأن مجموعات البكتيريا الموجودة في الفم تشق طريقها إلى المجتمع البكتيري ضمن الأمعاء
وهذا ما استخلصته دراسة رئيسية نُشرت في مجلة Journal of Oral Microbiology عام 2019
فعندما يدخل الطعام إلى الفم ، فإنه يمضغ ويخلط باللعاب والإنزيمات الهاضمة ، ثم ينتقل الطعام (مع بعض بكتيريا الفم) إلى المعدة والأمعاء.
2_ من أجل صحة الفم وصحة الأسنان :
من المثير للاهتمام أن بعض أنواع بكتيريا الفم المرتبطة بتسوس الأسنان وأمراض اللثة غير ضارة عند تواجدها في حالة متوازنة مع سلالات البكتيريا النافعة, وهذا ما يخبرنا عن مدى أهمية الحفاظ على توازن صحي داخل بكتيريا الفم لدينا لتجنب مشاكل الفم والأسنان المتقدمة .
عند حدوث خلل أو عدم توازن بين الأنواع المختلفة من بكتيريا الفم تبدأ العلامات التي تدل على سيطرة البكتيريا السيئة
كرائحة الفم الكريهة أو التهاب اللثة وتسوس الأسنان
ما هي العوامل التي تسبّب كسر توازن البكتيريا في الفم ؟
- أي عمل سني يمكن أن يؤثر على جراثيم الفم ، كاستخدام أطقم الأسنان أو تقويم الأسنان مثلاً.
- اتباع نظام غذائي غني بالكربوهيدرات المكررة والسكر وبالأخص السكروز ,فالشخص الذي يستهلك الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات لديه نسب أكبر من العقديات الطافرة S.Mutans والعصيات اللبنية في الفم ( وذلك لأن الكربوهيدرات سريعة التحلل يتم استقلابها من قبل هذه الجراثيم لتحولها إلى منتجات حمضية نهائية مُسببة بذلك النخر السني إضافة لكسر التوازن البكتيري في الفم ).
- نظام غذائي منخفض الألياف, وذلك لأن البكتيريا النافعة تحتاج إلى مركبات خاصة لتنمو ( نوع من أنواع الألياف الغذائية ) لتتناولها كغذاء خاص بها , يمكنكم معرفة تفاصيل أكثر في هذه المقال البكتيريا ضرورية في طعام طفلك.
- منتجات العناية بالفم الضارة مثل معجون الأسنان الذي يحتوي على المنظفات وغسولات الفم التي تحتوي على الكحول (بالأخص الغسولات التي يروج لها بأنها تقضي على بكتيريا الفم وذلك لأنها تقتل كلا الجراثيم المؤذية والنافعة معاً, ولذلك فالعلم اليوم يتجه إلى دعم ما يسمى ب “good bacteria-boosting toothpaste وهي معاجين أسنان ذات تركيبة قائمة على Probiotics وهي الجراثيم النافعة ,بغاية تكاثرها على حساب الجراثيم الضارة والمسببة للنخور .
- التدخين بكل أشكاله يُسهل على البكتيريا السيئة التكاثر.
- انخفاض درجة الحموضة في الفم ( قد يحدث بعد تناول الطعام أو بسبب بعض الأمراض المزمنة كالسكري أو بعد استهلاك الأطعمة والمشروبات الحمضية بطبيعتها كالصودا والقهوة والكحول ومشروبات الطاقة) هذه البيئة الفموية الحامضية إذا استمرت لفترة طويلة تسبب تغيّراً في توازن الجراثيم الفموية.
- نقص فيتامين د.
- مستويات منخفضة من حمض الفوليك.
- انخفاض تدفق اللعاب, فاللعاب له دور جوهري في المحافظة على توازن بكتيريا الفم.
- التنفس من الفم وذلك لأنه يؤدي إلى جفاف الفم.
خلاصة المقال
بكتيريا الفم عامل هام في صحة الجهاز الهضمي وصحتنا ككل, لذلك يجب الاهتمام بتوازن هذ المجتمع البكتيري, من خلال الاهتمام بالنظافة الفموية ,وزيادة تناول الألياف الغذائية والابتعاد عن الاستخدام اليومي لمعاجين وغسولات الأسنان التي يروج لها بأنها تقضي على بكتيريا الفم .
يمكنك قراءة المقال السابق بعنوان : البكتيريا ضرورية في طعام طفلك -البكتيريا المفيدة !
ومقال آخر بعنوان : البكتيريا النافعة (Probiotics) وأهميتها لجسم الإنسان
المراجع العلمية
- مقالة بعنوان Oral Biofilm and Its Impact on Oral Health, Psychological and Social Interaction على موقع ClinMed International Library
- مقال بعنوان Dental biofilm infections – an update من موقع Wiley Online Library.
- مقالة بعنوان :The oral microbiome: Role of key organisms and complex networks in oral health and disease على موقع NIH