مقاومة الإنسولين – المرض الخفي

مقاومة الإنسولين – المرض الخفي بقلم أخصائية التغذية أروى أبولبن

إن مقاومة الإنسولين من الحالات المرضية التي يجب تسليط الضوء عليها، لانتشارها في المجتمع دون علم الأشخاص بإصابتهم بها، وأيضًا بسبب تأثيراتها الجانبية الضارّة على المدى البعيد.

في البداية من المهم أن نوضح الوظيفة الأساسية لهرمون الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس، ألا وهي إدخال سكر الدم أو ما يُسمّى بالجلوكوز إلى داخل الخلايا لتغذيتها، ويزيد إفرازه كلما زادت نسبة السكر في الدّم نتيجة تناول الطعام، ممّا ينتج عنه المحافظة على مستويات سكر الدم ضمن الحدّ الطبيعي.

 وتحدث حالة مقاومة الإنسولين عندما لا تستطيع خلايا الجسم الاستجابة لهرمون الإنسولين، ممّا يدفع الجسم إلى إرسال إشاراتٍ إلى البنكرياس ليزيد من إفرازه، فيزيد مستواه في الدّم، ويزيد الضغط على خلايا البنكرياس لإنتاجه بالكمية المطلوبة لإدخال السكر إلى داخل خلايا الجسم، ومع مرور الوقت واستمرار هذه الحالة تتضرر خلايا البنكرياس، وتتوقف عن إنتاج الإنسولين بالكمية المطلوبة، ممّا يؤدّي إلى  خللٍ في تنظيم سكر الدم.

كما أنّ مستويات الإنسولين العالية ينتج عنها إرسال إشاراتٍ إلى الكبد لتخزين الفائض من السكر كدهون، ممّا يزيد من تراكم الدهون في الجسم.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة تسبق الإصابة بالسكري من النوع الثاني، كما أنّها ترتبط بالعديد من المشاكل الأخرى أيضًا؛ كالسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولستيرول، والإصابة بمرض الكبد الدهني، وأمراض القلب.

أسباب الإصابة بمقاومة الإنسولين

من الأسباب الرئيسية للإصابة بمقاومة الإنسولين ما يأتي:

• السمنة؛ خاصة تلك المرتبطة بزيادة الدهون في منطقة البطن، وزيادة قياس محيط البطن عن المعدّل الطبيعي، إذ تفرز هذه الخلايا الدهنية هرموناتٍ ومركباتٍ تزيد من مستويات الالتهاب داخل الجسم، ممّا يرتبط بحالة مقاومة الإنسولين، ويمكن معرفة ذلك بقياس محيط الخصر وقسمته على محيط الأرداف، وتكون النسب الطبيعية كالآتي:
  • للرجال أقل من 0.9
  • للنساء أقل من 0.85
• تناول نظامٍ غذائي عالٍ بالسكريات والكربوهيدرات البسيطة، والتي تسبب عند تناولها ارتفاع مستويات الإنسولين بشكلٍ كبير، ممّا ينتج عنه حدوث مقاومة خلايا الجسم لهذه الكميات من الإنسولين.
• التقدم في السن، أي فوق 45 عامًا.
• الاستعداد الوراثي.
• نظام الحياة الخالي من الحركة أو النشاط البدني؛ حيث تلعب الرياضة دورًا أساسيًا في زيادة حساسية الخلايا للإنسولين.
• الإصابة بحالة تكيّس المبايض لدى النساء.
• التدخين.

أعراض وتشخيص مقاومة الإنسولين

من المهم في حال وجود أحد أسباب الإصابة بمقاومة الإنسولين، الانتباه للأعراض الآتية وإجراء الفحوصات المطلوبة:

• زيادة اسمرار الجلد في منطقة الإبطين والرقبة؛ ويظهر هذا العرض بشكلٍ واضحٍ لدى الأطفال المصابين بهذه الحالة.
• ارتفاع دهون الدم، والكولسترول، وسكر الدم، وهذه جميعها مؤشرات تؤكد الإصابة بمقاومة الإنسولين.
• إجراء فحص السكر التراكمي، وفحص السكر الصيامي.
• إجراء فحص تحمّل الجلوكوز (المعروف بOGTT)، وهو من أكثر الفحوصات دقة في كشف مقاومة الإنسولين.

كيفية التعامل مع مقاومة الإنسولين

من المهم معرفة أن مقاومة الإنسولين من الحالات القابلة للعلاج دون تناول أدوية، وذلك باتباع ما يأتي:

• ممارسة الرياضة مدة 30 دقيقة خمس مراتٍ في الأسبوع.
• محاولة تنزيل الوزن في حال الإصابة بالسمنة، وذلك باتباع نظامٍ غذائي، ومن الممكن الاستعانة بأخصائيي التغذية في ذلك.
• اتباع نظامٍ غذائي صحي، بحيث يكون غنيًا بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات، ومصادر البروتين الصحية.
• تجنب مصادر السكريات والكربوهيدرات البسيطة بكمياتٍ كبيرة.
• في بعض الحالات قد يصف الطبيب نوعًا من الأدوية التي قد تساهم في زيادة حساسية الخلايا لهرمون الإنسولين.
• التقليل من التوتر، والتعامل معه بالشكل السليم لتجنب تضرر الجسم.
• الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.

المراجع

1. مقال بعنوان (Insulin Resistance & Prediabetes)، في موقع (niddk): https://www.niddk.nih.gov/health-information/diabetes/overview/what-is-diabetes/prediabetes-insulin-resistance
2. مراجعة علمية بعنوان (Insulin and Insulin Resistance) منشورة في مجلة (The Clinical Biochemist Reviews): https://www.ncbi.nlm.nih.gov/labs/pmc/articles/PMC1204764/
3. مقال عنوان (Insulin Resistance and Diabetes) في موقع (cdc): https://www.cdc.gov/diabetes/basics/insulin-resistance.html
4. مقال بعنوان (Understanding Insulin Resistance) في موقع (diabetes): https://www.diabetes.org/healthy-living/medication-treatments/insulin-resistance