2020-07-27

هل أدوية حموضة المعدة تعالج الأسباب أم تخفي الأعراض؟

By Sabreen Abusenenh

هل تعاني من حموضة (حرقة) المعدة بشكل متكرر؟ هل تزعجك هذه الأعراض وتؤثر بشكل سلبي على حياتك اليومية؟ هناك العديد من الأسباب لآلام المعدة وزيادة نسبة الحموضة فيها مما يؤدي إلى الشعور بالحرقة

هناك عدة أدوية رئيسية تستخدم لعلاج حموضة المعدة والمريء يمكن تقسيمها إلى ثلاثة فئات رئيسية:

  1. أدوية تعادل حموضة المعدة ( مضادات الحموضة).
  2. أدوية تمنع من تكوين المزيد من الحمض في المعدة (PPIs).
  3. إنزيمات هاضمة(مكملات غذائية)

سوف أتحدث عن كل نوع كيف يعمل ومن ثم كيف نقرر في أي حالة نستخدم كل منها.

النوع الأول( مضادات الحموضة):

أمثلة: Gaviscon, Rennie, Zantac, Famodar

بالعادة تستخدم هذه الأدوية لعلاج مشاكل الهضم والتي تؤدي للآلام بالمريء والصدر وأعلى البطن والتي تنتج بسبب زيادة انتاج احماض المعدة. هذه الأحماض قد تؤدي إلى القرحة المعدية والشعور بلعيان المعدة وتكوين الغازات والارتجاع المريئي والحرقة. مضادات الحموضة تعادل كمية الأحماض الفائضة والكاوية التي ترتفع للأعلى من المعدة باتجاه المريء والذي يؤدي بدوره إلى القرحة أو تلف الأنسجة إذا كان متكرر وبشكل دائم. معظم مضادات الحموضة يمكن الحصول عليها من الصيدلية مباشرة بدون وصفة من الطبيب. لكن يجب الانتباه بأن كثرة استخدامها قد يؤدي إلى أعراض خطيرة مثل تقلصات المعدة وحصى الكلى والامساك أو الاسهال و ذلك لأنها تغير من الكيمياء الطبيعية لمجرى الجهاز الهضمي.

النوع الثاني (PPIs):

أمثلة: Nexium, Omeprazole, Pantodar.

هذا النوع من الأدوية يتم صرفه عادة عن طريق الطبيب لعلاج بعض آلام المعدة وتقرحات المعدة والمريء. تقوم هذه الأدوية بمنع خلايا جدار المعدة من افراز المزيد من الأحماض لذلك فهي تعتبر فعالة جدا في علاج التهابات المريء ولكن مفعولها ينتهي فور انتاج الجسم خلايا جديدة للمعدة. هناك العديد من الأعراض الجانبية الناتجة عن الاستخدام الدائم لهذه الأدوية ومنها: زيادة نسبة الحموضة بعد التوقف عن تناول الدواء، التهابات الجهاز التنفسي، زيادة الفرصة للاصابة بجرثومة المعدة، هشاشة العظام، نقص فيتامين B12 ، ضعف الذاكرة وغيرها… لذلك يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني عند تناولها والالتزام بفترة العلاج المحددة.

النوع الثالث ( انزيمات هاضمة):

يحتاج جسم الإنسان إلى العديد من الانزيمات ليتم تكسير المواد الغذائية إلى العناصر الأساسية من أحماض أمينية وسكريات ودهون وغيرها وذلك لامتصاصها والاستفادة منها. يتم انتاج هذه الإنزيمات داخل أعضاء مختلفة مثل الكبد والبنكرياس والمعدة. كما أنه يتم تخزين و إفراز هذه الإنزيمات في أعضاء مختلفة مما يعني أن المعاناة من خلل معين أو أعراض في جزء معين من الجهاز الهضمي قد يؤدي إلى التأثير على الجهاز الهضمي كاملا. تقوم الانزيمات الهاضمة بإعادة التوازن للجهاز الهضمي عن طريق تدعيمه بالإنزيمات اللازمة في الأجزاء التي فيها نقص ما. كما أنها أيضا تحسن من التواصل العصبي بين الدماغ والجهاز الهضمي. ولأن صحة الجهاز الهضمي مرتبطة بالجهاز المناعي فإن تناول المكملات الغذائية المحتوية على الإنزيمات الهاضمة قد يحسن من المناعة بشكل عام.

إذا ما هو الخيار الأفضل وكيف أعرف أي الخيارات انسب لحالتي؟؟؟

الأساس في الاختيار هو الأعراض التي تعاني منها : شدتها وفي أي جزء من الجهاز الهضمي؟؟ هل يوجد مثلا ارتجاع مريئي فقط أم هناك حرقة وأعراض أخرى مثل وجود دم بالبراز؟؟

مضادات الحموضة مثل Gaviscon , Rennie, Famodar تصلح للاستخدام كعلاج أولي في حالة المعاناة من حرقة المعدة لفترة قصيرة وتأتي من حين لآخر. ومع ذلك فهي لا تعالج الأسباب وإنما تخفي الأعراض لفترة معينة.

في حين كانت الأعراض شديدة و دائمة يجب مراجعة الطبيب لمعرفة الأسباب وتناول العلاج المناسب. وعندما يتأكد الطبيب من التشخيص قد يصرف PPIs لوحدها أو مع أدوية أخرى.

أما بالنسبة للإنزيمات الهاضمة فهي تعالج السبب الجذري. سواء كان ماتعاني منه هو سوء الهضم أم ألم في المعدة أم انتفاخات مستمرة أو غيرها من الأعراض فإن السبب الرئيسي لهذه المشاكل هو عدم الاتزان بين الانزيمات الهاضمة.

ملاحظة مهمة:

معظم مشاكل الجهاز الهضمي ناتجة عن نظام الحياة غير المتزن وغير الصحي. لذلك الاهتمام بنوعية الغذاء والإكثارمن شرب الماء وتناول كميات كافية الخضار والفواكه والألياف والتقليل من الدهون والأطعمة الجاهزة والدسمة بالإضافة إلى المحافظة على بذل مجهود بدني رياضي يوميا سيكون له التأثير الإيجابي الأكبر على الصحة والمناعة.

إعداد الصيدلانية : صابرين أبوسنينة

لأي استفسارات أو اقتراحات يمكن التواصل على البريد التالي:

ph.sabrine@gmail.com

المراجع: