فوائد التوت البري الصحية لدعم المناعة وصحة القلب والوقاية من السرطان-Cranberries

فوائد التوت البري الصحية لدعم المناعة وصحة القلب والوقاية من السرطان-Cranberries- إعداد الصيدلانية نرمين الجعفراوي

تدقيق: أخصائية التغذية ايمان كسبي

فوائد التوت البري تتجاوز مجرد كونه علاجاً لذيذاً؛ فهو مليء بالعناصر الغذائية والمركبات الطبيعية القوية التي تقدم مجموعة واسعة من الفوائد الصحية. يمكن للتوت البري دعم نظام المناعة، تعزيز صحة القلب، وحتى المساعدة في الوقاية من السرطان. يوضح هذا المقال الفوائد الصحية الرائعة للتوت البري وكيفية دمجه بسهولة في نظامك الغذائي.

الملف الغذائي للتوت البري

التوت البري منخفض في السعرات الحرارية ولكنه غني بالعناصر الغذائية. يحتوي كوب واحد (100 جرام) من التوت البري الخام على ما يلي تقريبًا:

• السعرات الحرارية: 46
• الماء: 87%
• البروتين: 0.4 جرام
• الكربوهيدرات: 12 جرام
• الألياف: 4 جرام
• السكريات: 4 جرام
• فيتامين ج: 14% من القيمة اليومية
• المنغنيز: 18% من القيمة اليومية
• فيتامين هـ: 8% من القيمة اليومية
• فيتامين ك1: 5% من القيمة اليومية
• النحاس: 5% من القيمة اليومية
  
  

الفوائد الصحية للتوت البري

صحة القلب والأوعية الدموية

أظهرت الأبحاث أن التوت البري يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على صحة القلب والأوعية الدموية. كما أن الدراسات أثبتت أن تناول 100 جرام من التوت البري يوميًا يحسن وظيفة الأوعية الدموية ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. من ناحية أخرى، يساعد التوت البري على تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الأوعية الدموية.

كما أن المركبات النشطة بيولوجياً الموجودة في التوت البري، مثل مركبات الفلافونويد، يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم وتحسين مستويات الكوليسترول، مما يزيد من دعم صحة القلب. وتشير هذه النتائج إلى أن دمج التوت البري في نظام غذائي متوازن يمكن أن يكون مفيدا لصحة القلب والأوعية الدموية.

صحة المسالك البولية

واحدة من فوائد التوت البري الأكثر شهرة هي قدرته على الوقاية من التهابات المسالك البولية (UTIs). يحتوي التوت البري على البروانثوسيانيدين (PACs)، والذي يمكن أن يمنع البكتيريا من الالتصاق ببطانة المسالك البولية، ممّا يقلل من خطر العدوى. أكدت الدراسات أن منتجات التوت البري يمكن أن تقلل بشكل كبير من حدوث عدوى المسالك البولية، خاصة عند النساء المصابات بالعدوى المتكررة.
في حين أن عصير التوت البري وصى به عادة للوقاية من التهاب المسالك البولية، فمن المهم ملاحظة أن العديد من العصائر التجارية تحتوي على سكريات مضافة. بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى تجنب السكريات المضافة، تتوفر مكملات التوت البري غير المحلاة وقد أظهرت فعالية مماثلة في الوقاية من عدوى المسالك البولية.

الفوائد الإدراكية للتوت البري

بدأت الدراسات الحديثة في الكشف عن الفوائد المعرفية المحتملة للتوت البري. وجدت دراسة أجريت على مدى 12 أسبوعًا أن تناول مستخلص التوت البري يحسن الذاكرة البصرية العرضية ويزيد من دوران المغذيات في الدماغ بين كبار السن. تشير هذه النتائج إلى أن التوت البري يمكن أن يلعب دورًا في دعم صحة الدماغ ومنع التدهور المعرفي.

ويُعتقد أن مركبات الفلافونويد الموجودة في التوت البري تعزز الوظيفة الإدراكية عن طريق تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتقليل الالتهاب. على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، إلا أن هذه النتائج الأولية واعدة وتشير إلى أن التوت البري قد يكون إضافة مفيدة للنظام الغذائي لكبار السن الذين يسعون إلى الحفاظ على الصحة المعرفية.

تحسين صحة الجهاز الهضمي

يمكن للتوت البري أن يعزز صحة الأمعاء بشكل كبير بطرق مختلفة. لما له من دور في القضاء على الأحماض الصفراوية المرتبطة بسرطان القولون والجهاز الهضمي. إذا كان نظامك الغذائي غنيًا باللحوم ومنتجات الألبان والسكر، فيمكن أن يساعد التوت البري في تجديد البكتيريا المفيدة في جهازك الهضمي.

علاوة على ذلك، قد يمنع التوت البري التصاق بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري، التي تسبب القرحة، ببطانة المعدة. وعلى الرغم من ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذا التأثير، إلا أن النتائج المبكرة واعدة.

بالنسبة لأولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًا يعتمد على الحيوانات، يمكن للتوت البري إدخال البكتيريا المفيدة إلى الجهاز الهضمي. يمكن للبروانثوسيانيدينات من النوع A، والتي توجد بشكل فريد في التوت البري، أن تقلل من الميكروبات الضارة في القولون.

في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، إلا أن التوت البري يُظهر إمكانية الوقاية من سرطان القولون والجهاز الهضمي.

مقال ذي صلة: (مشاكل الجهاز الهضمي – عسر البلع)

 خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات

التوت البري غني بمضادات الأكسدة، التي تساعد على مكافحة الإجهاد التأكسدي وتقليل الالتهابات في الجسم. كما ثبت أن مضادات الأكسدة الموجودة في التوت البري، مثل كيرسيتين وميريستين، تعمل على تحييد الجذور الحرة، ممّا قد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.

بالإضافة إلى ذلك، ثبت أن التوت البري له خصائص مضادة للالتهابات. يعد الالتهاب المزمن مساهمًا رئيسيًا في العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان. من خلال تقليل الالتهاب، قد يساعد التوت البري في التخفيف من مخاطر هذه الحالات.

دعم الجهاز المناعي والوقاية من السرطان

تعزى خصائص التوت البري المعززة للمناعة إلى حد كبير إلى محتواه العالي من فيتامين C ومضادات الأكسدة المختلفة. فيتامين C ضروري لأداء الجهاز المناعي بشكل سليم لأنه يحفز إنتاج خلايا الدم البيضاء، والتي تعتبر ضرورية لمكافحة الالتهابات. بالإضافة إلى ذلك، تعمل مضادات الأكسدة الموجودة في التوت البري، مثل الفلافونويد، على تعزيز الاستجابة المناعية عن طريق حماية الخلايا المناعية من الأكسدة.

يحتوي التوت البري أيضاً على العديد من المركبات النشطة بيولوجيًا والتي تمت دراستها لخصائصها المحتملة المضادة للسرطان. وتشمل هذه مركبات الفلافونويد، والبروانثوسيانيدين، وحمض أورسوليك. وقد أظهرت الدراسات أن هذه المركبات يمكن أن تمنع نمو وانتشار الخلايا السرطانية وتحفز موت الخلايا المبرمج في الخلايا السرطانية.

صحة الأسنان

قد يفيد التوت البري أيضًا صحة الأسنان. يمكن أن تمنع مركبات PACs الموجودة في التوت البري نمو البكتيريا الضارة في الفم، ممّا يقلل من خطر تسوس الأسنان وأمراض اللثة. تشير بعض الدراسات إلى أن مستخلصات التوت البري يمكن أن تمنع البكتيريا من الالتصاق بالأسنان واللثة، على غرار تأثيرها في المسالك البولية.

المخاطر والاعتبارات المحتملة

في حين أن التوت البري يقدم العديد من الفوائد الصحية، إلا أن هناك بعض المخاطر والاعتبارات المحتملة التي يجب وضعها في الاعتبار. يحتوي التوت البري على نسبة عالية من الأوكسالات، والتي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى لدى الأفراد المعرضين للإصابة. يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخ من حصوات الكلى استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم قبل زيادة تناولهم للتوت البري بشكل كبير.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتفاعل التوت البري مع بعض الأدوية. على سبيل المثال، يمكن أن تعزز تأثيرات الوارفارين، وهو مخفف للدم، مما يزيد من خطر النزيف. من الضروري للأفراد الذين يتناولون هذه الأدوية مناقشة استهلاك التوت البري مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم.

دمج التوت البري في النظام الغذائي الخاص بك

يمكن الاستمتاع بالتوت البري بأشكال مختلفة، بما في ذلك الطازج أو المجفف أو كعصير أو في المكملات الغذائية. فيما يلي بعض الطرق لدمج التوت البري في نظامك الغذائي:

• التوت البري الطازج: أضفه إلى العصائر أو السلطات أو المخبوزات للحصول على نكهة لاذعة وتعزيز غذائي.
• التوت البري المجفف: استخدمه في مزيج الشوفان أو الزبادي. انتبه إلى السكريات المضافة في التوت البري المجفف التجاري.
• عصير التوت البري: قم باختيار عصير التوت البري النقي 100% بدون سكريات مضافة. يُخفف بالماء لتقليل الحموضة.
• مكملات التوت البري: متوفرة في شكل كبسولة أو أقراص، ويمكن أن تكون خيارًا مناسبًا لأولئك الذين يتطلعون إلى جني الفوائد الصحية للتوت البري دون الطعم اللاذع.
  

خاتمة

بصورة شاملة، التوت البري هو ثمرة كثيفة المغذيات مع مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية. من دعم صحة القلب والأوعية الدموية والمسالك البولية إلى تعزيز الوظيفة الإدراكية وصحة الأسنان، يعد التوت البري إضافة قيمة لنظام غذائي متوازن. ومع ذلك، من الضروري استهلاكها بعناية، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة والتفاعلات مع الأدوية. مع استمرار الأبحاث في الكشف عن المزيد حول الفوائد الصحية للتوت البري، فإن دمجها في نظامك الغذائي يمكن أن يكون خيارًا لذيذًا وصحيًا.

بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى تحقيق أقصى قدر من فوائد التوت البري، فمن الأفضل استهلاكها في شكلها الطبيعي، مثل العصير الطازج أو غير المحلى، واستشارة مقدمي الرعاية الصحية، خاصة إذا كانت هناك حالات صحية أساسية أو مخاوف بشأن التفاعلات الدوائية.

مقال قد يعجبك أيضاً: (أيهما أفضل كمصدر للمعادن والفيتامينات: المكملات الغذائية أم الغذاء المتوازن؟)

المراجع العلمية:

1- مقال بعنوان (Cranberries: Nutritional Benefits) من موقع (WebMD).

2- مقال بعنوان (Cranberries 101: Nutrition Facts and Health Benefits) من موقع (Healthline).

3- مقال بعنوان (What to know about cranberries) من موقع (MedicalNewsToday).

4- مقال بعنوان (Are Cranberries Healthy? 6 Surprising Benefits) من موقع (Cleveland clinic).

5- مقال بعنوان (Health Benefits) من موقع (cranberries).

6- دراسة بعنوان (Cranberries and Cancer: An Update of Preclinical Studies Evaluating the Cancer Inhibitory Potential of Cranberry and Cranberry Derived Constituents) من موقع (ncbi.nlm.nih).

7- دراسة بعنوان (Cranberries and lower urinary tract infection prevention) من موقع (ncbi.nlm.nih).