2021-04-26

التمر أم الرُّطَب على الإفطار؟

By Hanaa Nazzal

إعداد أخصائية التغذية: هناء نزال

التمر أقدم الفاكهة المزروعة، كما يعتقد بعض المؤرخين، وقد لعبت التمور دورًا مهمًا في العديد من الإمبراطوريات والديانات القديمة لا سيما الإسلامية.

جميعنا يعلم كم للتَّمر من فوائد جمّة، فهي بالطبع فاكهة مباركة أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبدأ بها فطورنا في رمضان. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفطر قبل أن يصلي على الرطب، فإن لم يجد يٌفطر على التمر، فإن لم يجد يُفطر على الماء، ولا شك أن وراء هذه السنة النبوية فوائد صحية، وليس فقط لتوافرها في بيئته الصحراوية.

الصائم وقت الإفطار بحاجة إلى مصدر سكري سريع، يدفع عنه الجوع، مثلما يكون في حاجة إلى الماء، وعندما يبدأ الصائم في تناول إفطاره تتنبه الأجهزة، ويبدأ الجهاز الهضمي وخصوصاً المعدة بالعمل، وهُنا علينا محاولة إيقاظ المعدة باللين.

إنَّ أسرع المواد الغذائية التي يمكن امتصاصها ووصولها إلى الدم هي المواد السكرية ، وخاصة تلك التي تحتوي على السكريات الأحادية أو الثنائية ( الجلوكوز أو السكروز ) لأن الجسم يستطيع امتصاصها بسهولة وسرعة خلال دقائق معدودة. ولا سيما إذا كانت المعدة والأمعاء خالية كما هي عليه الحال في الصائم .

ولو بحثت عن أفضل ما يقضي على الجوع والعطش معاً فلن تجد أفضل من الرُّطب.

الرُّطب؟! ولكن لحظة، ولكن هل تعلم ما الفرق بين الرُّطب والتمر؟؟!

إنَّ للتمر أنواع عديدة ومتنوعة، حيث يبلغ عدد أنواع التمر أكثر من 200 نوع، وكل منها يحتوي على نسب مختلفة من الماء والسكروز والفركتوز وغيرها من المعادن، ولكن جميعها تمر بنفس مراحل النُّضوج، الأولى قبل نضوجه تمامًا ويعرف بالبلح، الثانية هي مرحلة الرطب والثالثة بعد نضوجه كليًا وهي التمر.

الرطب هو بداية تحوُّل البلح إلى تمر، حيث يكون طريّاً، فالألياف الموجودة في الرطب ما تزال منتفخة ومليئة بالماء، فهو يحوي ما يُقارب ال 60% من الماء، لذلك فعند سقوط الرطب في معدة الصائم فهو يُرطب المعدة والأمعاء بالألياف الخشبية المليئة بالماء ويمدّها بالسكريات والأملاح المعدنية والفيتامينات، فيتخلص الصائم من الإرتخاء والخمول والكسل، فهو يُنعش الجسم ويملؤه بالحيوية والنشاط.

أما التمر فهو مرحلة النضج التامّ، حيث تكون نسبة الماء فيها ما يقارب ال20% ، مع ازدياد نسبة السكريات مقارنةً بالرُّطب. وهو مصدر جيد للمغنيسيوم و الكالسيوم و الحديد و البوتاسيوم وغيرها من الفيتامينات بالإضافة إلى الألياف والتي قد تكون مفيدة للوقاية من الإمساك والتحكم في نسبة السكر في الدم، ومضادات الأكسدة التي قد تساعد في منع تطور بعض الأمراض المزمنة ، مثل أمراض القلب والسرطان ومرض الزهايمر والسكري، كما أنَّ التمور تحتوي على سعرات حرارية أعلى من الرطب الطازج، لذا من المهم تناولها باعتدال.

الخلاصة

الرّطب هو أفضل طعام يُمكن تناوله على معدة فارغة وذلك لنسبة الرطوبة العالية الموجودة فيه والتي تُنعش المعدة الفارغة مقارنةً بالتمر، بالإضافة لاحتوائه على السكريات البسيطة التي لا تُكلّف المعدة مجهوداً كبيراً، فهي تعمل على إيقاظها بهدوء. وبالطبع إذا لم يتوافر الرُّطب فإن التمر سيكون طعامنا الأول مع القليل من الماء، أو يمكنك نقع التمر بالماء وشربه عند الإفطار.

وأخيراً… أتمنى للجميع صوماً صحياً مقبولاً.

المراجع

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3112406/

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/15670984/

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/28641164/

https://fdc.nal.usda.gov/fdc-app.html#/food-details/168191/nutrients

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3992385/