من هو المذنب؟ الدهون أم السكر؟ والدراسة العلمية المشبوهة

من هو المذنب؟ الدهون أم السكر؟ والدراسة العلمية المشبوهة بقلم أخصائية التغذية ايمان كسبي. على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان تم اقناعنا بمجموعة من التوصيات العالمية “الصحية” للحفاظ على الصحة والعيش بأفضل حال. وكانت مصدر هذه التوصيات: الدراسات العلمية التي حدثت في ذلك الوقت. فبحدود عام١٩٦١ تم تقديم دراسة بحثية بعنوان دراسة البلدان السبعة وفيها ظهر ارتباط مؤثر بين الدهون المشبعة والكولسترول وأمراض القلب والشرايين في هذه البلدان السبعة. وقد لاقت نتائج الدراسة قبولا كبيرا بين مؤسسات الصحة المشهورة مثل الجمعية الأمريكية للسكري ADA وجمعية القلب الأمريكية AHA ووزارة الزراعة الأمريكية USDA والجمعية الطبية الأمريكية AMA.

التوصيات العالمية للغذاء الصحي

ومن هنا نشأت التوصيات التي تركز على تقليل الدهون في الغذاء اليومي واستبدال المنتجات كاملة الدسم بقليلة الدسم واستخدام الزيوت غير المشبعة بدلا من المشبعة كالسمنة والزبدة. وتوضح الصورة هذه التوصيات.

كما وانتعشت صناعة الأغذية قليلة الدسم وصناعة أدوية الكولسترول التي تعتبر للآن من أكبر الصناعات عالميا.

لكن مع مرور الزمن و بدراسة الصحة العامة عالميًا تبين أن السبب الأول لحالات الوفاة عالميا هي أمراض القلب !.. أي أن الإبتعاد عن الدهون المشبعة لم يثمر في الحفاظ على صحة القلب.. فبدأت التساؤلات تثار حول هذه الدراسة..وتم البحث في وثائقها ليصدم العالم بخبايا هذه الدراسة.

خبايا الدراسة (الدهون أم السكر)

مما تم الكشف عنه أن هذه الدراسة قامت فعليا على اثنتين وعشرين دولة ! وليس سبع فقط كما عنون لها.. لكن تم اختيار السبع دول هذه فقط لأن النتائج فيها كانت تدعم النتيجة المرجوة من الدراسة، وهي ارتباط أمراض القلب بالدهون المشبعة.

وتبين أن هذه الدراسة كانت ممولة من شركات السكر! لتخدم صناعة السكر. وبإمكانك البحث في جوجل لترى بشكل واضح ما تم اكتشافه و نشره. كل ما عليك هو كتابة Project 226 sugar في خانة البحث

ثم بدأت الدراسات فيما بعد بمعرفة سبب أمراض القلب الحقيقية وهي السكر وارتفاع نسبة الانسولين في الجسم وتعرض الجسم الالتهابات جراء هذا الارتفاع وأيضا ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية التي ترتفع مع زيادة السكر، وليس الكولسترول ولا الدهون المشبعة.

للمزيد يمكنكم قراءة مقال أخصائية التغذية بتول حياري بعنوان: السكر في قفص الاتهام ! هل قطعه موضة أم ضرورة ؟

بل على العكس، للكولسترول والدهون المشبعة أهمية قصوى في وظائف عديدة في الجسم كوظائف المخ وتكوين الهرمونات الجنسية والمساعدة على امتصاص فيتامين د و أ و ه‍ و ك ووظائف كثيرة أخرى. ولعل المرضى الذين يتناولون أدوية الكولسترول يظهر معهم أعراض نقصه.

لذلك التوصيات العلمية الجديدة كان عليها أن تركز أكثر على قطع السكر وتشجيع تناول الدهون المشبعة المفيدة كالسمنة والزبدة وزيت جوز الهند. لكن هل تم ذلك؟؟

في الحقيقة اطلعت على آخر التوصيات المحدثة الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية USDA لعام 2015-2020 حيث ورد فيها أهمية تخفيف تناول السكر وهذا أمر جيد جدا.. لكن للأسف ما زالت توصي بتخفيف تناول الدهون المشبعة أيضا والتشجيع على تناول الزيوت بدلا منها.

للمزيد يكنكم قراءة مقالنا: الزبدة والسمن الطبيعي.. مفيدان أم ضاران؟

والان برأيكم من هو المذنب؟ الدهون أم السكر؟

نسعد بمشاركتكم وتزويدنا بأي مراجع ومصادر تؤيد أو تعارض ما تم طرحه في هذا المقال.

قد يعجبك أيضا : وصفات حلويات صحية من اليوتيوب وتقييمي لها

وأيضا: وصفات سناكات صحية للأطفال-Healthy Snacks for kids

*المراجع:

قناة د. خالد السعداوي على اليوتيوب Dr.khaled’s TIPS

وزارة الزراعة الأمريكية USDA

كلية الطب بجامعة هارفارد Harvard medical school

وكالة رويترز Reuters