تخفيف وزن حميات صحة غذاء صحي معلومات غذائية
2020-06-21

حرق الدهون في الجسم، هل ستنتج النار حقّا !

By Btol Hyari

اعداد أخصائية التغذية : بتول الحياري

الدهون ، الشبح الكبير الذي يلاحق الكثير ، فعصر السرعة الذي نعيشه حاليا قام بتضخيم هذا الشبح . الاف الوجبات الجاهزة المحشوة بالصلصات و الأجبان و الدهون  ، الأطنان من الحلويات و السكريات بكافة الأشكال و الألوان الجذابة ، أنماط الحياة الكسولة ، قلة الحركة ، و أخيرا جاء الحجر المنزلي ! أهلا بك ، لقد جئتنا بالدهون !

لكن الصحة تنادينا ، و أجسادنا أمانة من الله ، علينا أن نحافظ عليها ، لذلك علينا ان نتخلص من تلك العادات السيئة و من الدهون المتراكمة ، لكن أين ستذهب تلك الدهون عندما نقوم بذلك ؟ و هل من الممكن أن نقوم بالتخلص من الدهون في منطقة معينة من الجسم دون الأخرى ؟

المصطلح الطبي الذي يطلق على الدهون هو adipose tissue  ، وتحتوي أجسادنا نوعين من هذا النسيج الدهني  :

  • white adipose tissue النسيج الدهني الأبيض :  و هو المسؤول عن تخزين الطاقة و هذا النوع تحديدا الذي يرغب الكثير بالتخلص منه .
  • Brown adipose tissue النسيج الدهني الأسمر : و هي الدهون الجيدة المسؤولة عن تنظيم درجة الحرارة في الجسم ، و يحتوي هذا النوع كمية أكبر من الشعيرات الدموية الموجودة في النسيج الأبيض .

لكن أين تذهب تلك الدهون يا ترى عندما نتخلص منها !

هل تذوب ؟ او تحرق فعلا كما يتخيل الكثيرون ؟ أم انها تتحول ؟

حتى نستدرك  هذا الأمر علينا أن نتذكر جيداَ بأن هذه الدهون هي فائض الطاقة المخزنة في أجسادنا الذي جنيناه من تناول الكميات الكبيرة من الاطعمة عالية السعرات مع قلة النشاط البدني ، او بعض الظروف الصحية التي أثرت بكل تأكيد على مستوى الاستقلاب و سكر الدم مثلاً .

ان مجمل هذه الطاقة الفائضة التي نستهلكها تتخزن على شكل دهون ثلاثية ، بهذا الشكل ببساطة يقوم الجسم بالمحافظة على الطاقة لاستخدامها في المستقبل وقت الحاجة . و مع مرور الوقت تتراكم هذه الدهون لتؤثر على شكل أجسادنا و صحتنا بكل أسف.

عندما نتخلص من هذه الدهون يقوم الجسم باستخدام هذه الطاقة المخزنة التي تمر بعدة عمليات استقلابية معقدة مسببة تقلصا في حجم تلك الخلايا الدهنية . و تقوم هذه العمليات الاستقلابية بانتاج الحرارة أيضا التي بدورها تلعب دورا رئيسيا بالمحافظة  على معدل حرارة الجسم الطبيعي ، و بناءا على ذلك تنتج فضلات من هذه العملية كاملة و هي الماء و ثاني أكسيد الكربون التي نتخلص منها عن طريق التبول و البراز و سوائل الجسم الأخرى مثل التعرق و الدموع  بالاضافة الى الهواء الناتج عن الزفير !

و بحسب موقع “الباحثون السوريون”  هناك دراسة وجد الباحثون فيها بأن كل 10 كيلو غرام من الدهون التي يخسرها الجسم يتحول منها الى 8.4 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون تطرح بعملية الزفير و الى 1.6 كغ من الماء تطرح من خلال عمليات التعرق ، طرح الفضلات ، الدموع و سوائل الجسم الأخرى .

 ان هناك العديد من العوامل التي تؤثر على معدل الاستقلاب الأساسي “basal metabolic rate”  لكل جسم :

  • حجم الجسم و تركيبته : الأشخاص الأكبر حجما و الذين يمتلكون كتلة أكثر من العضلات يمتلكون معدل استقلاب أعلى بكل تأكيد ، حتى في حالات الراحة.
  • الجنس : فالرجال يمتلكون كتلة عضلية أكبر و كمية دهون أقل في تركيبة أجسامهم بالمقارنة مع النساء من نفس العمر و الوزن ، مما يعني أنه حرقهم للدهون أعلى.
  • العمر : مع التقدم بالعمر تستمر الكتلة العضلية بالتقلص بالمقارنة مع حجم الدهون و بالتالي حرق أضعف للدهون.

حسنا يا أصدقاء فمعدل الاستقلاب ليس كل شيئ ! هناك أسرار أخرى تساهم في التخلص من الدهون في أجسامكم :

  • التأثير الحراري للأطعمة : ماذا يحصل للطعام عندما يدخل أجسادنا ؟ هضم ، امتصاص ، نقل و تخزين ، كل هذه العمليات تحتاج طاقة من الجسم و تختلف باختلاف الأطعمة و قوامها و تركيبتها.
  • النشاط البدني : هو من أكثر العوامل تأثيرا في حرقك للدهون ، لا تستهن بأي نشاط بدني تقوم به، فممارسة رياضة المشي كل يوم ، تمارينك البسيطة ، حتى ترتيب المنزل و الاعتناء بالأطفال و اللعب معهم سيكون حافزاً لك . استمر في ذلك.

اذاً علينا أن نتفق انه لنتخلص من كل هذا الوزن الزائد علينا أن نستهلك مقداراً أقل من السعرات ، و أن نرفع النشاط البدني لنحقق العجز بالسعرات الذي يقودنا الى التخلص من الكيلوغرامات الزائدة .

و لتحفيز خسارة الوزن تنصح ” the American College of Sports Medicine” بممارسة تمارين متوسطة الشدة لمدة 150 – 250 دقيقة في الأسبوع ، أي بمعدل 30 – 50 دقيقة يوميا لمدة خمس أيام في الأسبوع.

ملاحظة !

عندما تخسر الدهون ، عليك أن تعلم أنها لا تنقص من عددها شيئا ، و انما يتقلص حجمها فقط ، فعددها ثابت في أجسادنا لكن المتغير هو حجمها فقط . و هذا سر تغير أشكال اجسادنا عند فقدان الدهون .

هذا يعني انه و بخسارة الوزن عليك أن تحافظ على ذلك ، لان حجم الخلايا الدهنية ممكن أن يتغير بسهولة عند عدولك عن قرارك ! و قد يكون هذا سبب صعوبة المحافظة على خسارة الوزن و المحافظة على أشكال أجسادنا .

لكن هل بامكاننا خسارة الدهون من منطقة معينة بالجسم ؟

الجواب هو “لا” ،فالكثير من الدراسات أثبتت أن خسارة دهون من الجسم في مناطق محددة غير مثبتة و غير فعالة ، فعندما يتخلص الجسم من الدهون ، يتخلص منها من كامل الجسم بشكل عام وليس بمناطق محددة .
فأداء تمارين المعدة بشكل دائم و مكثف مثلا ينتج عنه عضلات معدة قوية ، لكن ذلك لن يظهر أبدا الا اذا خسرت دهون من كافة جسمك .

المراجع :

Tagsfat أيض استقلاب دهون رشاقة صحة وزن

3 thoughts on “حرق الدهون في الجسم، هل ستنتج النار حقّا !”

اترك تعليقاً