إعداد أخصائية التغذية حنان البحرات

الكركم  وهو نبات من عائلة الزنجبيل ، موطنه جنوب شرق آسيا وينمو تجاريا في تلك المنطقة ، في المقام الأول في الهند. يستخدم كتوابل للطهي والطب التقليدي. تاريخيا كان الكركم يستخدم في الأيورفيدا والأنظمة الطبية الهندية التقليدية الأخرى وكذلك الأنظمة الطبية في شرق آسيا كالطب الصيني التقليدي. وقد كان يستخدم لاضطرابات الجلد والجهاز التنفسي العلوي والمفاصل والجهاز الهضمي. واليوم يتم الترويج للكركم كمكمل غذائي لمجموعة متنوعة من الحالات ، كالتهاب المفاصل واضطرابات الجهاز الهضمي والتهابات الجهاز التنفسي والحساسية وأمراض الكبد والاكتئاب وغيرها.

وعلى مدى العقود القليلة الماضية تم القيام بدراسات مكثفة  لدراسة  الأنشطة البيولوجية والإجراءات الدوائية للكركم ومستخلصاته. وقد ثبت أن الكركمين (ديفيرولويل ميثان)  وهو المكون الأصفر النشط بيولوجيًا الرئيسي في الكركم له مجموعة واسعة من العمليات الحيوية في الجسم. و تشير دراسات تقييم السلامة إلى أن كلاً من الكركم والكركمين جيد التحمل بجرعة عالية دون أي آثار سامة وبالتالي فإن كل من الكركم والكركمين لهما فوائد جدا كثيرة سنذكر من أهمها :-

تخفيف التهاب المفاصل:-

تم تضمين تفاصيل 21 تجربة سريرية لتقييم فعالية مسحوق الكركم أو المكملات المحتوية على الكركم على علامات وأعراض التهاب المفاصل.  وقيمت معظم هذه التجارب مرضى هشاشة العظام في الركبة ، وكان المرضى المسجلين في الغالب من الإناث (75٪). تم اختيار مجموعات المرضى بشكل أساسي من الشرق الأوسط وآسيا, قيمت التجارب كلاً من شدة الألم والتحسن في الأداء البدني باستخدام عدة مؤشرات,. وقدمت الدراسات المختارة دليلاً يدعم فعالية الكركمين في علاج التهاب المفاصل من خلال تناول مرضى التهاب المفاصل الروماتيزمي rheumatoid arthritis لمادة “الكركمين” , وقد أثبتت الدراسات أن الكركمين يُخفف من تورم المفاصل الملتهبة ومن تيبس الحركة فيها خلال فترة الصباح. وهنا تكمن أهمية الكركمين في تحسين نوعية حياة مرضى التهاب المفاصل.

مضاد للأكسدة والخلايا السرطانية :

أثبتت الابحاث والدراسات أن الكركمين مضاد للأكسدة, فهو مشابه للفيتامينات C و E لحماية الدهون والهيموجلوبين والكثير من خلايا الجسم من الأكسدة, ويمكنه أن يمنع بشكل كبير توليد عوامل الاكسدة في الجسم , وفي دراسة لبيان آثار الكركمين على نمو سرطان المبيض باستخدام نموذج  فأر مثلي لسرطان المبيض ثبت أن الكركمين يقوي التأثيرات المضادة للورم عن طريق تثبيط انتاج الجينات المسؤلة عن تكوين لخلايا السرطانية وهذا يعني أنه يُعيق نمو الخلايا السرطانية في الجسم وبنفس الوقت يكافح نمو الخلايا السرطانية.

مضاد للالتهاب:-

عندما لاحظ العلماء تأثيرات الكركم كمضاد للأكسدة وإمكانية تثبيط نمو الخلايا السرطانية وتخفيف حدة التهاب المفاصل كان من المتوقع أن يكون له تأثيرات كمضاد لأنواع أخرى من الالتهابات وهذا ما أثبتته بعض الدراسات والابحاث وأهمها دراسة أجريت على مجموعة من الذكور والإناث الذين تم تشخيصهم بـمتلازمة الايض, تم توزيع الأشخاص الذين استوفوا معايير الدراسة بشكل عشوائي إما على الكركمين أو دواء وهمي متطابق لمدة 8 أسابيع, أثبتت  الدراسة أن الكركمين أظهر خصائص مضادة للالتهابات في الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الايض, وأن المواد ذات القدرة على مقاومة الالتهابات في الكركم تشمل كل من الزيوت الطيّارة، ومادة الصبغة الصفراء أو ما تُسمى علمياً بـ “كركمين”. ومما يُميز هذه المادة الصفراء أنها لا تتسبب بتفاعلات سُمّية في الجسم. وكانت الدراسات على حيوانات التجارب قد أفادت بأن مادة “الكركمين” تُخفف من حدة الالتهابات التقرحية للقولون وحالات مرض “كرون” في الأمعاء. وذلك عبر تتبع علامات الالتهابات في أنسجة الأمعاء بالفحص المجهري الدقيق.

حماية الجهاز العصبي :

أظهر الكركمين قدرة في تخفيف الكثير من الأعراض العصبية المصاحبة لبعض الامراض العصبية مثل:- الزهايمر والشلل الرعاشي والتصلب اللويحي المتعدد لمن خضعوا لتجارب ودراسات عند تناول مادة الكركم.

 وفي بحث نشر في مجلة أحداث الأكاديمية القومية للعلوم ، عرض الباحثون نتائج بحوثهم من كلية ديفيد غيفن للطب بسان فرانسيسكو حول تأثير مادة الكركمين الموجودة في الكركم على تنشيط عمل الجهاز العصبي في الجسم في تنظيف الدماغ من مادة أمايلويد- بيتا وهي المادة المسؤولة عن مرض الزهايمر عندما تتراكم في الدماغ, ووجد الباحثون في دراستهم أن لهذه المادة الموجودة في الكركم تأثير برفع نشاط خلايا مناعة الجسم في تخليص الجسم من تراكم تلك المادة البروتينية. وتُشير بعض المصادر الطبية أن في الهند تذكر الإحصائيات قلة الإصابات بمرض ألزهايمر. ويعزون ذلك إلى إكثارهم من تناول الكاري والذي يحتوي على مادة الكركم .

وكانت دراسات على حيوانات التجارب قد لاحظت تأثيراً إيجابياً للكركم في إبطاء تسارع مرض التصلب اللويحي المتعدد multiple sclerosis ، وهو أحد الأمراض العصبية, وتوصي الدراسات حول الإمكانات العلاجية للكركمين ضد مرض التصلب اللويحي المتعدد، مع إشارة مستقبلية كدواء وقائي للأعصاب.

حماية القلب والاوعية الدموية ومنظم للسكر:-

يمارس الكركم تأثيرات وقائية للقلب بشكل رئيسي عن طريق نشاطه المضاد للأكسدة وخفض تأكسد الكولسترول وترسبه على جدار الاوعية الدموية, فقد أظهرت دراسة أجريت على 18 أرنبًا مصابًا بتصلب الشرايين أعطيت 1.6-3.2 ملغم / كغم / يوم  من مستخلص الكركم انخفاض مستويات الكولسترول في البلازما ومستويات الدهون الثلاثية,وقد يكون تأثير الكركم على مستويات الكوليسترول بسبب تنشيط الكركم نوعيات معينة من مُستقبلات الكولسترول الخفيف LDL في الكبد، وبالتالي خفض إنتاج الكبد للكولسترول.

وفي بحث نشره باحثون أميركيون، من مركز السكري بالمركز الطبي لجامعة كولومبيا، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي لجمعية طب الغدد الصماء، مفاده أن للكركم خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة فهو يمنع أكسدة خلايا البنكرياس السليمة. وأن هذه الخصائص يُمكنها أن تُخفف من حالة “مُقاومة الأنسولين”، وبالتالي الوقاية من الإصابة بمرض السكري. وتوصلوا إلى هذه الملاحظة العلمية بعد دراستهم تأثير الكركم على حدة عمليات الالتهابات في الأجسام السمينة لفئران التجارب. حيث تبين أن الفئران التي تناولت طعاما يحتوي على نبتة الكركم أقل عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بعد الاطلاع على نتائج الفحوصات التي أجروها لمعرفة مستويات السكر بالدم والأنسولين عند هذه القوارض.

حماية الكبد:-

وفي نفس الدراسة السابقة تبين أن الفئران السمينة التي أطعمت مأكولات احتوت على هذه النبتة، تقلصت لديها نسبة الالتهابات في الأنسجة الدهنية والكبد مقارنة بغيرها. قد ثبت أن للكركم خصائص وقائية للكبد.

وفي دراسة في معهد الصحة بالمكتبة الوطنية الأمريكية للطب، تم التحقق من مستخلص الكركم ومركبه النشط الكركمين، وكيف يمكن أن يساعد في علاج تلف الكبد. وأوضحت الدراسة: ” أن الكركمين، يخفف من تلف الكبد”. فمستخلص الكركم والكركمين يحميان الكبد عن طريق الحد من الإجهاد التأكسدي، وتثبيط الأكسدة الدهنية, بالإضافة الى أن كركمينات الصوديوم (ملح الكركمين) له تأثيرات عن طريق زيادة إفراز القنوات الصفراوية للأملاح الصفراوية والكوليسترول والبيليروبين, وبالتالي منع وعلاج حصوات المرارة والقناة الصفراوية.

مقوي للمناعة:-

جهاز المناعة مسؤول عن حماية الجسم من مسببات الأمراض التي يمكن أن تسبب المرض والعدوى, وثبت أن الكركم هو أحد أفضل الأطعمة للحفاظ على المناعة وحمايتها وتعزيزها مما يقلل من خطر الإصابة بالمرض, ويحتوي الكركم على خصائص مضادة للفيروسات والبكتيريا ومضادة للميكروبات والكثير من مضادات الاكسدة.

طريقة استخدام الكركم في الأكل:

يمكن استخدام مسحوق الكركم في الأكل بعدة طرق، فيسهل إضافته لعديد من الوصفات لإضافة النكهة المميزة. أضيفي مسحوق الكركم لأطباقك المفضلة أو للوصفات التي تحتوي على كركم كمكون أساسي.

استخدمي الكركم في البيض المخفوق أو حلوى التوفو

أضيفي الكركم مع القرنبيط والبطاطس والخضروات الجذرية. استخدمي الكركم مع الأرز والأرز البسمتي.

رشي الكركم في الخضار المقلي أو المطهي ​​ببطء، مثل اللفت والكرنب والملفوف.

أضيفي الكركم إلى شوربات الخضار أو الدجاج.

المراجع

https://www.medicalnewstoday.com/articles/322412#which-foods-boost-the-immune-system

https://www.researchgate.net/publication/285776797_Turmeric_A_spice_with_multifunctional_medicinal_properties

https://link.springer.com/article/10.1007/s10072-017-3149-5

https://www.news-medical.net/health/Health-Benefits-of-Turmeric.aspx

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5003001/

https://www.jcancer.org/v08p3697.htm

https://pubs.acs.org/doi/abs/10.1021/jf990308d

https://journals.lww.com/nutritiontodayonline/fulltext/2020/01000/turmeric__potential_health_benefits.9.aspx#JCL-P-5

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/24573394/

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5664031/