فيتامين د عنصر أساسي لجهاز المناعة

إعداد الصيدلانية: غاليه عويس

مع تفشي الأمراض خلال هذه الفترة، وأخص بالذكر انتشار فيروس كورونا فإنه من اللازم أن نقوي جهاز المناعة ونعمل على تدعيمه بتناول الغذاء المتوازن والتركيز على تعويض ما ينقصه من معادن وفيتامينات تعمل على رفع كفاءته مثل فيتامين ج و هـ كما هومعروف عن دورهما في تعزيز المناعة. ولكن في هذه المقالة سنتعرف على دور مناعي لم تسلط عليه الأضواء لفيتامين د.

الدور التقليدي لفيتامين د

يعد فيتامين د العامل الرئيسي لامتصاص الكالسيوم من الغذاء والحفاظ على مستوياته ثابتة في الدم وبالتالي بناء هيكل عظمي وعضلي قوي لا يعاني من الهشاشة أو الضعف. إذ أن نقص فيتامين د لدى الأطفال قد يؤدي لحدوث تقوس في العظام أو كساح. كما أن نقصه لدى البالغين يؤدي لهشاشة العظام وتلينها وضعف عام بالعضلات الهيكلية.

الدور غير التقليدي لفيتامين د

لفيتامين د وظائف مهمة تتعدى دوره في امتصاص الكالسيوم وتعزيز صحة العظام والأسنان. إذ يساعد فيتامين د في تنظيم مستويات الإنسولين في الدم ويقي من مرض السكري من النوع الأول ومن الاكتئاب ومن بعض أنواع السرطانات. بالإضافة لدعم وظائف الرئتين وصحة القلب والأوعية الدموية مما يقلل من الأمراض المتعلقة بها وخاصة تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم. كما أن الدراسات تشير لدور فيتامين د في دعم الجهاز المناعي بشكل عام.

فيتامين د وجهاز المناعة

توضح الدراسات علاقة وثيقة بين مستويات فيتامين د والمناعة الذاتية والمكتسبة. إذ أن تناول جرعات علاجية من فيتامين د يؤدي لانخفاض معدل العدوى بالانفلونزا الموسمية. كما أن نقص فيتامين د يرتبط بشكل واضح مع الأمراض المناعية مثل التهابات الجهاز التنفسي لحديثي لولادة. حيث وجدت علاقة عكسية بين مستوى فيتامين د في الدم المأخوذ من الحبل السري وخطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي على عمر ثلاثة أشهر. وتبين أن خطر الإصابة بالتهابات القصيبات التنفسية الفيروسي للأطفال بعمر عام واحد يكون ستة أضعافه عند من يعانون من نقص في فيتامين د مقارنة بأقرنائهم ممن يكون لديهم فيتامين د بالمستوى الطبيعي.
يوجد أيضا ارتباط وثيق بين نقص فيتامين د لدى الأم الحامل وشدة حدوث نوبات الأزيز في الربو لدى الأطفال. كما أن الدراسات تشير إلى أن أخذ مكملات فيتامين د تقلل من حدة النوبات ومن الحاجة لزيارة قسم الطوارئ.

يرتبط نقص فيتامين د أيضا مع حدوث العديد من أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد وداء الذؤبة(SLE) والتهاب المفاصل الروماتويدي وداء السكري. كما ثبت أن أخذ مكملات فيتامين د في حال نقصه يسهل من علاج هذه الأمراض أو تخفيف أعراضها.

مصادر فيتامين د

تعد الشمس المصدر الرئيسي والأفضل لتكوين فيتامين د في الجسم، ويكون ذلك بتعرض الجلد لأشعة الشمس المباشرة. ومن المهم معرفة أن مستويات فيتامين د في الدم تبقى مرتفعة ضعف الفترة على الأقل عند التعرض للشمس مقارنة بأخذه كمكملات غذائية.
يتساءل العديد من الناس عن فترة التعرض للشمس. حتى يتكون لديك مخزون كاف من فيتامين د دون حصول الحروق الناجمة عنها فإن هذا يختلف تبعا للون البشرة ونوعها. إذ أن البشرة الداكنة بحاجة لفترات تعرض أعلى من البشرة الأفتح. ويمكنك قياس المدة التي تحتاجها بشرتك للكفاية من فيتامين د بتقدير نصف الوقت الذي تحتاجه بشرتك للإحمرار من الشمس.
يمكن الحصول على فيتامين د أيضا من مجموعة من الأغذية مثل الأسماك الدهنية كالسلمون والتونا وصفار البيض والفطر والأجبان وكبد الأبقار والحليب والعصائر المدعمة به. كما يمكن رفع مستويات فيتامين د بتناول المكملات عند الحاجة لها.

المراجع

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3166406/
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S187595721830651X
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7281985/
https://sci-hub.do/https://www.nature.com/articles/ncpendmet0716https://sci-hub.do/https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/j.1365-2265.2011.04261.x
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3356951/